الدين الإسلامي دينٌُ لا يقوم على الفرديِّة أو الأنانِّية ، وإنما هو دينٌ اجتماعيٌّ ، أفرادهُ يَشدُّون من أزرِ بعضهم البعض كالبُنيان المرصوص ، لذا حثَّ الإسلام على العمل خارج نِطاق المنفعة والمقابل وهو العمل التطوعي الذي يبتغي بهِ فاعلهِ وجه الله تعالى والمثوبة والأجر منه ثمَّ مُساعدة مجتمعهِ ومساندة أهلهِ أو غير أهلهِ ممَّن احتاج المساعدة من المسلمين وغيرهم ، قال الله تعالى « لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ من نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ، وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاة اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا » وضربَ لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأمثلة بأفعالهِ التطوعية ليكون قدوة لأمتهِ ومنها: قبل البعثة شارك النبي عليه الصلاة والسلام قريش في وضع الحجر الأسود في مكانهِ عندما طلبوا منهُ ذلك ، ومشاركة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابهِ في وضع حجر الأساس للمسجد النبوي ومساعدتهم في أعمال البناء ، لذا لابد من تفعيل العمل التطوعي بشكل موسّع في وطننا وذلك من خلال : تشجيع الشباب على الانخراط في العمل التطوعي ومساعدة مجتمعهم فهو خُلق العظماء والنُبلاء ، وتوسيع دائرة العمل التطوعي إلى نطاقات أوسع بحيث لا يقتصر على مجالات محصورة في العناية بالمساجد ودور العبادة ودور الأيتام والمسنين ، غرس مفهوم العمل التطوعي في الأطفال منذ نعومة أظافرهم ، والحث على العمل التطوعي وتحفيز الشباب على ملء أوقات فراغهم ممايعود بالنفع عليهم وعلى من حولهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة .. رسالة : إنَّ ميدان التنافس في العمل التطوعي قول الله تعالى « وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ «