أنظر إلى الكون .. فلا أرى إلا المحبة.. ولم أشعر في حياتي أبداً ببغض حقيقي لأحد، حتي لو آذاني.. . أحاول ما استطعت أن أحل المشاعر السلبية تجاه إنسان ما بالتجاهل.. ما أمكن. . قد أحتدُّ أحياناً .. لكن لا يمكن أن أوصل حدَّتي إلى موقف كراهية، ولا أصل في الخصومة إلى مرحلة الفجور التي نهى عنها رسولنا الكريم. . ندمت في موقف واحد خرج من فمي لفظ ما كان ينبغي نتيجة لاستفزاز أحدهم، رغم أنني كنت على حق. فقد نجح في أن يجبرني على مجاراته ،السفاهة بسفاهة. لم أستطع بعدها إلا أن أسكت .. ولا أتكلم، فلم أكن أنا .. أنا ، حين قلت ما قُلت. . تذكرت بعدها أبياتاً لشاعرنا الفذ غازي القصيبي - رحمه الله ، يقول فيها: قل للوشاة أتيتُ أرفع رايتي ** البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا هذي المعارك لست أُحْسِن خوضها ** من ذا يحارب والغريم الثعلبُ ومن المناضلُ والسلاح دسيسة ** ومن المكافحُ والعدو العقربُ تأبى الرجولة أن تدنس سيفها ** قد يغلب المقدام ساعة يغلب . أتّبع أثراً منسوباً لأمير المؤمنين عُمَرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه يقول فيه: « لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني ». . وأخيراً أضع أمام عيني حديثاً ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (اعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ). #نافذة: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه : 43/ 44]