كثير من همومنا تنحصر في التفكير في الماضي وبالذات فيما قصرنا فيه من أمور وما فاتنا من حظوظ وما أصابنا من أحزان، وحتى لا تضيق صدورنا ولا تتكالب همومنا فقط علينا أن ندرك أننا بشر ولسنا ملائكة ولا بد أن نخطئ ولا مناص من أن نقصر، لقد عبس خير البشر عليه الصلاة والسلام في وجه ابن أم مكتوم الأعمى فعاتبه ربه جل شأنه بقوله سبحانه {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الْأَعْمَى} وحرَّم على نفسه العسل في قصته المعروفة مع زوجاته فقال له الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} هذا وهو النبي المصطفى أفلا نخطئ نحن من باب أولى. لا يمكن أن تكون قراراتنا سليمة مئة في المئة ولا يمكن أن تكون تصرفاتنا كلها سوية، كثيرا ما نجانب الصواب في قول أو فعل ولا بد أن نزل يوما بكلمة أو عبارة المهم ألا نطيل التفكير ونحيط أنفسنا بالتساؤلات التي تضيق علينا الخناق لماذا فعلت كذا؟ كان الأفضل أن أفعل كذا، أين عقلي حين قلت كذا؟ وكيف لم أدرك أن هذا خطأ ولم لم أفكر جيدا، لماذا لم أردّ بكذا أو أجيب بكذا، إنه الشيطان. يفرح بتحزين المؤمن يريده أن يقول لو فعلت كذا لكان كذا فيدخله دائرة الشرك. ولكن لنكن أكثر ذكاء ونعلم أن ما فعلناه من أفعال وما اتخذنا من قرارات وما قلناه من عبارات كلها بأمر الله وكل ما يصيبنا بقدر الله ولو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعونا فلن ينفعونا إلا بشيء قد كتبه الله لنا ولو اجتمعوا على أن يضرونا لن يضرونا إلا بشيء قد كتبه الله علينا، وكل ما علينا هو التوكل على الله والاستعانة به ومن ثم اتخاذ قراراتنا بعد التفكير والاستشارة والاستخارة مع الدعاء المتكرر أن يرينا الله الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ومن ثم نتقبل حياتنا كما أرادها الله لنا دون تذمر أو ضجر ودون تحسر أو قهر ودون تردد أو ندم حتى نحافظ على توازن نفسي. لا تهزه المؤثرات الشيطانية ولا الأفكار الوهمية. إمضاء: لا تحسّر كل ماحولك مقدّر وانت ما تدري لعل الأمر خيرة لو تأمل في حياتك واتّفكر تفرح ان الكون له ربٍ يديره