قال صلى الله عليه وسلم: «صوموا تصحوا». والمشي في رمضان فرصة قد لا تعوض ينبغي علينا استغلالها والاستفادة منها، بل وحتى تعويد أبنائنا على مثل هذه الرياضة المفيدة. إن ثقافة المشي تكاد تكون معدومة في مجتمعنا، فمع فوائد المشي للإنسان ودوره المباشر في حفظ صحته وتأخير شيخوخته وتناسق جسمه، إلا أن ممارسته تكاد تكون نادرة. إن الجميل في رياضة مثل رياصة المشي أنها لا تحتاج لأدوات أو استثمار مالي كما تتطلبه بعض الهوايات والرياضات الأخرى، كما أنها تعزز من الترابط مع الأهل والأصدقاء في حال اتخذت أحدهم رفيقاً لك خلال رحلة المشي. والمشي يوميا ينشط الدورة الدموية، وكفيل بتعزيز المناعة اليومية ضد الأمراض الشائعة كالزكام والإنفلونزا والرشح، وخلال المشي تتحرك جميع العضلات. ويساعد المشي يوميا على شد عضلات البطن، وحرق الدهون المتجمعة فيه، وبالتالي فإن المشي من أهم الرياضات لتخفيف الوزن وكذلك تحسين الذاكرة والقدرات العقلية. وبالتالي فإن المشي يزيد من تدفق الدم في الجسم وكافة أعضائه ومفيد للصغير والكبير والرجل والمرأة، ويوصف علاجاً لمرضى السكري والكوليسترول وضغط الدم، بل ويصفونه كذلك للمرضى النفسيين. وينصح بالمشي وباستخدام الحذاء المناسب وفي مكان مناسب مع اختيار اللباس الفضفاض، وأن لا تقل مدة المشي عن عشرين دقيقة حدود أربع مرات في الأسبوع على أقل تقدير. ثم إن المشي يمكن مزاولته في أي وقت وأي مكان ولا يحتاج إلى زيّ وتجهيزات، كما يمكن ممارسته بصفة فردية أو جماعية. ورياضة المشي تكاد تخلو من الإصابات مقارنة بغيرها من الرياضات، وله دور في صفاء الذهن وراحة البال، وهو متاح لجميع أصحاب الأوزان. ولنا أن نتأمل في صفة مشي النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء وصفها في الأثر عن الإمام ابن القيم: «كان إذا مشى تكفّأ تكفُّواً، وكان أسرع الناس مشية، وأحسنها وأسكنها». وكان صلى الله عليه وسلم يقطع المسافات الطويلة في مشيه إذا احتاج لذلك، فقد خرج من الطائف حزيناً ووصل إلى قرن الثعالب أي مايعادل 40 كيلاً. وأيضا يذكر أن عمرو بن معدي اشتكى إلى الفاروق التواء عصب الرجل فقال: كذّب عليك العسْل. والعسَلان مشي الذئب، أي: عليك بسرعة المشي. فتأمل عزيزي وخصص لنفسك وقتاً للمشي، فإذا ضاق صدرك أو أجهدتَ فكرك طيلة يومك فخُذ ساعة من الزمن للمشي ولاحظ الفرق. وإذا كنت في رحلة في البر أو في مكانٍ فسيح فلا تحرم نفسك من وقت تمشي فيه، وإذا حضرتك الصلاة فاحرص على أجر المشي إلى المسجد. ونستغرب عندما نرى ثقافة المشي جزءاً من نظام الحياة لدى الأمم الأخرى، بينما مجتمعاتنا لم تأخذ حظها منها! فينبغي علينا إعادة النظر في هذا الجانب. وأضيف أنا على ذلك «أن المشي بدون حذاء على رمل نظيف له من الفوائد الصحية ما لا يعد».