صحيفة عناية (الشيماء الزهراني) توعية صحية : إن رياضة المشي من الرياضات الطبيعية التي لا تحتاج إلى أجهزة أو ملاعب أو إمكانيات بدنية ضخمة ، وإنما تعتمد على الحركات البدنية الطبيعية للإنسان وتحقق له فوائد صحية كثيرة. حفلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة الشريفة بالمواقف والوقائع والأحداث والأقوال التي تشهد بمكانة الرياضة والنشاط البدني في الإسلام. فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قوياً يحب القوة ولا عجب، فالإسلام دين قوة وغلبة فضلاً عن كونه شريعة ودستور حياة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ». مما عرف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا مشى تكفأ تكفؤا وكان أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها قال أبو هريرة : ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب وقال مرة إذا مشى تقلع والتقلع الارتفاع من الأرض بجملته كحال المنحط من الصبب وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة وهي أعدل المشيات وأبعدها من مشية الهوج والمهانة والتماوت فإن الماشي إما أن يتماوت في مشيه ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة وهي مشية مذمومة قبيحة وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوج وهي مشية مذمومة أيضا وهي دالة على خفة عقل صاحبها ولا سيما إن كان يكثر الالتفات حال مشيه يمينا وشمالا وإما أن يمشي هونا وهي مشية عباد الرحمن كما وصفهم بها في كتابه فقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا [ الفرقان : 63 ] قال غير واحد من السلف بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت وهي مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه مع هذه المشية كان كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له حتى كان الماشي معه يجهد نفسه ورسول الله صلى الله عليه وسلم غير مكترث وهذا يدل على أمرين أن مشيته لم تكن مشية بتماوت ولا بمهانة بل مشية أعدل المشيات . وعن جابر أنه قال: شكا ناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من التعب، فدعا لهم، وقال: «عليكم بالنسلان » أي الإسراع في المشي، فانتسلنا فوجدناه أخف علينا. وهذا يعني أنهم استطاعوا المشي بعد ذلك لمسافات دون الشعور بالتعب لتحسن وظائف أعضائهم وأجهزتهم الحيوية وهذا هو الأسلوب العلاجي الحديث الذي يتبع مع مرضى القلب بعد أن ثبت علميا أن رياضة المشي عنصر أساسي للوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية. رياضة المشي تهيئ الإنسان لتدرج عنف الجهد الذي يبذله في أنواع الرياضات الأخرى الأكثر نشاطا، ومن المتفق عليه بالنسبة لكبار السن ؛ وخاصة بعد سن الستين أن رياضة المشي من أنسب الرياضات الحركية التي تزيد من القدرة على استهلاك الأوكسجين الذي يقل مع كبار السن ، كما يرفع من درجة الكفاءة البدنية ويقلل من نسبة الكولسترول في الدم والإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية . خلال المشي الرياضي بسرعة معتدلة ومتساوية مناسبة تتكيف عضلات الجسم على العمل وتزداد سرعة نبضات القلب فتقوى عضلة القلب وتنظم نشاط الدورة الدموية بالجسم ونتيجة لذلك تزداد نسبة الهيموجلوبين وكريات الدم الحمراء . فوائد رياضة المشي الطبية: 1- تنشيط الدورة الدموية وتقليل الكولسترول 2- تقوية القلب والوقاية من أمراض القلب 3- للوقاية والمساعدة في علاج السكري 4- تخفيف الوزن والتخلص من الكرش وتقوية عضلات البطن وخاصة إذا كان المشي بسرعة 5- تقوية اللياقة البدنية بحيث تجعل الجسم لا يتعب بسرعة من خلال اكتساب العضلات القوة والمرونة وبذلك تزداد إنتاجية الإنسان الممارس لرياضة المشي. 7- تقوية العظام والمفاصل 8- مفيدة للرئة وتقوية التنفس 9- تقليل ضغط الدم المرتفع 10-التخفيف من القلق وتوتر الأعصاب وهناك ضرورة توافر عدد من الشروط في رياضة المشي: • أن تمارس بدون توقف إلا عند الضرورة كالإحساس بالتعب الشديد وعدم القدرة على المواصلة، وأن تكون بخطى واسعة كالجري البطيء مع تحريك الذراعين بعكس حركة القدمين، مع ضرورة أن يكون الظهر مفرودًا حتى لا يسبب بروزًاً في منطقة البطن، وأن يلامس مشط القدم الأرض قبل الأصابع والكعب، وأن تتم بصورة منتظمة، مع زيادة مدتها تدريجيا. • ويفضل الخبراء أن يكون المشي والمعدة فارغة من الطعام، لأن الدورة الدموية تكون نشطة في منطقة الجهاز الهضمي أثناء عملية امتلائها بالطعام، وهنا يضر المشي ولا يفيد، لذا ينصح بممارسة هذه الرياضة في الفجر أو بعد الأكل بثلاث ساعات، محذرين من أن المشي كالدواء يكون مفيدًاً إذا تم استعماله في وقته المناسب وبجرعته المناسبة المضبوطة. كما انه ينبغي عدم تناول أي طعام أثناء المشي وعدم المشي ظهرا تحت أشعة الشمس . • تعتبر رياضة المشي من أفضل أنواع الرياضات التي تستطيع أن تبدأ بها برنامجك الرياضي خاصة إذا لم تكن تزاول الرياضة سابقاً، وكل ما تحتاجه للبدء هو حذاء مريح وملابس قطنية مريحة، وتحتاج أولاً للسير لمدة 10- 15دقيقة ثم زيادة المدة تدريجياً كل أسبوع حتى تصل إلى 45 دقيقة يومياً بمعدل ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً. • وحتى تكون رياضة المشي مفيدة فلا بد من السير بخطوة سريعة لزيادة ضربات القلب إلى المعدل المطلوب، فالمشي البطيء لا يؤدي الغرض المنشود، فإذا كان الشخص يمشي مثلاً بسرعة 2 ميل في الساعة، فإن استهلاكه من الطاقة يكون بمعدل 120 - 240 سعر حراري / الساعة. • أما عند السير بسرعة 4 ميل / الساعة، فإن استهلاكه من الطاقة يرتفع إلى 360-420 سعر حراري / الساعة. • ولزيادة الفائدة من رياضة المشي فحاول أن تمشي في طريق به مرتفع بسيط، فذلك سيؤدي إلى زيادة الجهد المبذول وزيادة سرعة ضربات القلب. المصادر: - كتاب الطب الإسلامي بين العقيدة والإبداع، تقديم ومراجعة الشيخ أحمد محي الدين العجوز - كتاب زاد المعاد لابن القيم ، الفصل الأول (فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في مشيه وحده ومع أصحابه) - موقع الاستشارات –إسلام ويب - مدونة الصحة والغذاء - موقع الاعجاز العلمي في القرآن والسنة *طالبة - كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز (السنة السادسة)