تجاورت اللحوم المستودة والمحلية داخل «ملاحم جدة» دون تصنيف واضح ومحدد الأمر، الذي أحدث خلطا عند المشترين وفتح نافذة التلاعب عند بعض الباعة ممن يعمدون بيع اللحوم «المستوردة» على أنها محلية سعيًا للفوز بفروق السعر، وطالب مواطنون الأمانات والبلديات بإلزام «محلات الملاحم» بوضع لوحات تبين المواشي المستوردة والمحلية، سواء كانت لحوما مقطعة أو مفرومة حتى يعرف الزبون نوعية اللحم، الذي يشتريه، لافتين إلى أن أسواق المواشي ومحلات البيع تشهد إقبالا كبيرا من الزبائن فى رمضان، كما أن العائلات تستهلك كميات كبيرة من اللحوم على موائد الإفطار، مما يتيح الفرصة لبعض المتربحين وضع أسعار بالمزاج. المستوردة أرخص عبدالله عبده، صاحب ملحمة لحوم، يقول الإقبال كبير على شراء اللحوم قبل بداية شهر رمضان بسبب استهلاك العائلات للحوم خلال شهر رمضان لوجبة الإفطار، التي لا تخلو السفر من وجود اللحوم سواء المفرومة أو المقطعة، مضيفًا: إن أغلب الزبائن يشتري اللحوم المفرومة بشكل أكبر لاستخدامها في السنبوسة أو الفطائر أو أكلات المحشي، وهناك زبائن يطلب لحما مفروما وعند عملية الفرم يتم إضافة البصل أو البقدونس، وذلك حسب طلب الزبون، حيث يحضر بعض الخضراوات، ويطلب أن يتم فرم اللحم معها ويتم شراء ذبائح مستورة لأنها الأرخص والأكثر ربحًا. وأضاف: إن الإقبال هذا العام أكبر من العام الماضي والأسعار ب 45 ريالا للكيلو الواحد بدون عظم سواء كان غنما أو بقرا أو جمالا، أما سعر اللحم بالعظم فيبلغ 40 ريالا وهناك ملاحم يصل سعر اللحم الكيلو إلى 50 ريالا وتختلف من ملحمة إلى أخرى، كما أن هناك زبائن ترغب في المواشي المحلية، وبالبعض في المستورد ونبيع حسب طلب ورغبة كل زبون فهناك المحلي والمستورد. أكلات رمضان فيصل الحارثي يقول: أحرص قبل بداية شهر رمضان بأيام على شراء لحوم بكمية كبيرة من الملحمة، حيث نستهلك اللحوم في أكلات رمضان من شوربة وسنبوسة والمكرونة وغيرها من الأطعمة الأخرى، أما بالنسبة للحم المفروم فيكون لحم بقر، أما اللحم المقطع فأشتري لحم الغنم وأفضل المحلي لجودة طعمه، مضيفا: سعر استهلاك اللحوم في رمضان يصل إلى أكثر من 1000 ريال خلال شهر واحد فقط، والأسعار مستقرة ليست مرتفعة أو منخفضة. عدم الاستقرار عماد محمد قال: أنا وثلاثة من أشقائي قبل بداية رمضان نتوجه إلى حلقة المواشي ونشتري حاشي ونقوم بتقطيعة في المسلخ وجزء منه يكون مفروما لاستخدامه في السنبوسة، وهذه اللحوم تكفينا خلال شهر رمضان، وذلك بدلًا من التوجه لمحلات الملاحم بسبب سعرها المرتفع، مضيفًا: إن أسعار المواشي مستقرة لأن العرض كبير وليس هناك استغلال لموسم شهر رمضان.. وأضاف سعر المواشي المستوردة أقل من المواشي المحلية، لذا يتجه أغلب الزبائن لشراء المواشي المستوردة لسعرها القليل. إلزام الأمانات سعود الهفتاء، تاجر مواش، يقول: يتم استيراد أكثر من 5 ملايين من المواشي خلال موسمي رمضان والحج، والموردون الكبار كانوا سبب تكدس هائل للمواشي المحلية، ويتم استيراد أغلب المواشي الخارجية من الصومال والسودان، وتعتبر الضخ الأضخم من المواشي المستوردة، سواء الأغنام أو البقر أو الجمال، مضيفًا: إن الاستيراد الكبير للمواشي سبب في خسائر كبيرة لمربي المواشي المحلية، فالطلي الواحد تكلفته منذ الحمل حتى ولادته إلى أن يبلغ سنة 800 ريال، ولكن نزول سعر السوق أصبح سعر أقل طلي 500 ريال وهذا سبب خسائر كبيرة لمربي المواشي.. وأضاف: هناك سلبيات كثيرة عند استيراد المواشي من الخارج مثل استهلاك الأدوية للمواشي المستوردة والأعلاف عند تربيتها لعدة أشهر، حيث إن استهلاك الطلي نصف كيلو برسيم وكيلو واحد شعير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف مضيفا أن أكثر من 80% من الملاحم وقصور الأفراح والمطاعم تستخدم المواشي المستوردة مقارنة بالمحلي بسبب الربح والفرق بين المستورد والمحلي، أما الملاحم التي تبيع اللحوم المفرومة فإن 95 % من اللحوم لمواش مستوردة من أبقار وجمال وطالب الهفتاء الأمانات والبلديات بإلزام محلات الملاحم بوضع لوحات أمام اللحوم تبين المواشي المستوردة والمحلية سواء كانت لحوما مقطعة أو مفرومة حتى يعرف الزبون نوعية اللحم، الذي يشتريه.