ليس هناك أشد إيلامًا على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة قريب أو صديق، وكم هو مؤلم جدًّا فقد الأحباب والعيش بدونهم، ولكن هذه هي سنة الحياة، فقبل أيام فارقنا والد الجميع ابن الخالة محمد إبراهيم الشاووش، أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن ينقله من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جنات الخلود.. كان فراقه لنا موجعًا ومؤلمًا، ويعلم الله أن في العين دمعة وفي النفس لوعة وفي القلب غصة، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون)، وعزاؤنا ما عُرف عنه من حُسن الخلق ونقاء السريرة وعفة اللسان وسماحة النفس وبشاشة الوجه، ونحسبه كذلك، ولا نزكي على الله أحدًا. رحمك الله يا من كنت قريبًا من الناس، حبيبًا للجلاس، لطيفًا مع الصغار، ناصحًا للكبار، وهنيئًا لك الخاتمة الحسنة إن شاء الله تعالى، فقد ودَّعت الحياة في يوم جمعة مباركة، وكان القرآن لا يُفارقك، فاتخذته مؤنسًا لوحدتك، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له: اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة. رحمك الله يا أبا عمر، وإلى جنة الخلد بإذن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.