أحبُّكَ ربِّي؛ لأنَّك خلقتني في أحسن تقويم.. فجعلتني أفتخرُ أمامَ خلقكَ بنعمةِ مظهري.. (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ). أحبُّكَ ربِّي؛ لأنَّك رزقتني، وأطعمتني، في حين جاعَ فيه النَّاسُ، وافتقرَ بعضٌ من خلقكَ.. وجعلتني أتصدَّق من مالِكَ لأجزي بحسناتِكَ دنيتي وآخرتي.. أحبُّكَ ربِّي حتَّى يخلد حبُّكَ في وجداني، ولو بعد فنائي. أحبُّكَ ربِّي؛ لأنَّك غرست فيمن حولي معزَّتي وحبّي.. حتَّى صرت أمشي بين خلقك أنثر الحب ممزوجًا بالأمل. أحبُّكَ ربِّي؛ لأنَّك وهبتني عقلاً وحكمةً.. حتَّى جعلتني جزءًا لعمارة الأرض، وسط سبعة مليارات نسمة. أحبُّكَ ربِّي حتَّى ترضى.. فليس لي هدف أعظم من رضاك في وجودي. أحبُّكَ ربِّي؛ لأنَّك جعلتني مسلمًا موحِّدًا لك.. حتَّى أني أعتزُّ لأمرغ جبيني وأنفي أمامك في اليوم أكثر من خمس مرات.. في حين تاه الكثير عن حقك. أحبُّكَ ربِّي؛ لأنَّك سترت عيوبي وذنوبي، بل حين رفعت أكفي إليك استبدلت سيئاتي حسنات. أحبُّكَ ربِّي؛ لأنَّك جبَّارٌ، جبرت كسري وضعفي وقلة حيلتي.. وحوَّلت هزيمتي إلى نجاح. فهل لي رب غيرك أدعوه؟! وهل لي إله غيرك فأرجوه؟!