في الدول العربيَّة، بعض الكلمات العربيَّة (يوك)، و(صديك ما في مشكلة)، و(أنت خبر ما في)، و(خلي يولي) هذا من قبل تكسير اللغة العربيَّة، لا فرسنتها، أو أفغنتها.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل حتى من يتحدثون بها يأكلون حروفها، ويغيرون كلماتها، انظر لمن يقلب الذال والضاء والظاء (زاء)، ومن يحول الثاء والكاف (سينًا)، والقاف (غينًا).. ثم تطورالحال ببعد بعض أهلها عن النطق بها، فالبعض يتخيل بأنه من باب التقدم والرقي عندما يستبدل بها كلمات أجنبية (أوكي، يس، نو، ديسكاونت، الويكند، وسلفي، وكوفي، وبريك) وغيرها.. هو لا يتعدَّى معرفة هذه الكلمات نرجو عدم الإحراج.. وهذا الاستخدام لو كان في الشركات لقلنا مقبولاً نوعًا ما، ولكن ينتشر بهذا الشكل بين العامة في المدارس والأسواق والنوادي الرياضيَّة، فهذا قد يكون له تأثيره على مستقبل الجيل القادم، ولو على المدى البعيد فتصبح اللغة العربية عصيَّة على أهلها، ومن المخجل التحدُّث بها.. نتساءل: أين اللغة العربية الفصحى من حياتنا اليوم؟ من الصعب الحديث بها مع أي شخص لأنه قد لا يفهم ما تقوله بالضبط -إن لم أبالغ وقد تنعته بالمعتوه المتخلف- نعم متخلف مادام من علمنا لا ينطق بها ولم نترب على استعمالها في بيوتنا، ولم نسمع بها إلاَّ قليلاً في إعلامنا، ولم يرددها إلاَّ مثقفون وشعراء، بل ولم يوجهنا ويرشدنا أحد ممن علمونا بخطورة البعد عنها وعدم التحدث بها، لأنها لغة (القرآن) وتركونا للهجاتنا التي ما أنزل الله بها من سلطان المتغيرة من مكان إلى مكان، وقد تكون ضحية بسبب النطق بكلمة مخالفة لمعنى منطقة أخرى.