عادت لبيت أهلها وهي تجر أذيال الخيبة، بعد تجربة زواج مريرة استمرت سنوات عاشتها على مضض تتنقل فيها من حال إلى حال.. عندما يثور عليها تنقلب حياتها إلى جحيم، وإذا هدأ تعامل معها بعاطفة مضطربة.. يحبها أن تكون إلى جواره، لكنه يضربها ويتسلط عليها.. وعندما اشتكت لأم زوجها، قالت لها: احرصي على أن يتناول دوائه بانتظام!! وعندما سألت: دواء ماذا؟ تركتها وانصرفت.. تركته وقفلت راجعة إلى أهلها بعد زواج لم يدم طويلًا، فقد نفد صبرها ولم تعد تتحمل عجزه، رغم محاولاتها اليائسة لمساعدته في تجاوز الأزمة، فهي لا زالت بكرًا.. أخت زوجها وقفت في وجهها وقالت: تخرجين بملابسك فقط!! لم تكتمل فرحتها بالزواج، فسرعان ما اكتشفت أنه يتعاطى المخدرات ويروِّج لها.. لم تستطع أن تتحمل تصرفاته وخشونة تعامله معها.. هددته بالفضيحة أو إبلاغ السلطات إن لم يتوقف، لكنه لم يستجب، اختارت أن تطلب الطلاق وتعود من حيث أتت.. كثير من حالات الزواج يكون مصيرها الفشل والطلاق المبكر، نتيجة مشكلات يمكن تفاديها قبل الاقتران.. فلو تم إجراء فحوصات طبية للتأكد من السلامة العقلية والنفسية والجسدية لكلا الطرفين، لكانت كافية في التقليل من نسب الطلاق والخلافات التي تنجم عنها.. رغم إلزامية الفحص قبل الزواج، إلا أنه يستكشف بعض الأمراض الوراثية والمعدية.. حماية للأجيال الجديدة من الأمراض الوراثية، ولحماية الزوجين من انتقال الأمراض المعدية.. في عام 1429ه، تمت إضافة مزيد من الفحوصات إلى برنامج فحص المقبلين على الزواج -فقر الدم المنجلي الثلاسيميا- لتشمل الكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة وفيروسي التهاب الكبد الوبائي (ب) وَ (ج). وتم تسمية الفحص «برنامج الزواج الصحي». لكن هذه الفحوصات تبقى قليلة، مقارنة بالمشكلات التي يمكن تفاديها في حال تم التأكد من سلامة الزوجين منها قبل الزواج.. إننا بحاجة إلى مزيد من الفحوصات الطبية والنفسية لتجنيب الزوجين الدخول في دوامة من المشكلات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الانفصال.