كانت إحدى الأمهات تمشي في السوق ومعها أطفالها فإذا بأحدهم يرمي بورقة البسكويت على الأرض مع أن صندوق القمامة كان بجانبه.. وفجأة ربي ألهمني أن أنصح الطفل بالكلمة الطيبة اللينة أن رميه المخلفات على الطريق أمر خاطئ وما حدث أن الأم التقطت الورقة من الأرض وهي محرجة.. ثم أخذتها منها ورميتها في صندوق القمامة وفي لحظة ظننت أن هذه الأم ستغضب مني وتسمعني كلامًا جارحًا أو حتى إنه كعادتنا أكثر الأمهات بل والآباء أيضًا أن نوبخ ونأنب أطفالنا أمام الآخرين وننعتهم بنعوت تقلل من احترامهم وتكسر خاطرهم ولكن الذي حدث عكس ما ظننت تمامًا. حيث إن هذه الأم ذات الأخلاق الحسنة حضنتني وشكرتني على اهتمامي بأن تبقى شوارعنا نظيفة مثل بيوتنا وطاهرة إن شاء الله مثل قلوبنا ثم امتدحت طفلها وقالت إنه بطل ومهذب وليس من عادته أن يلقي بالأوساخ على الأرض ولكنها كانت غلطة لن يكررها وعلاوة على ذلك طلبت من طفلها أن يشكرني ويحييني فنظرت إلى الطفل رأيته مبتسمًا شامخًا فرحًا لماذا؟ لأن لديه أمًا رائعة مدحته ورفعت من معنوياته وفي الوقت نفسه أظهرت له بلباقة أنه أخطأ. فهنيئًا لمجتمعنا وبلدنا بمثل هؤلاء الأمهات اللواتي ينشئن أجيالًا يتخلقن بأخلاق وآداب الدين الإسلامي.