في كأس العالم المنقضية والتي كانت البرازيل مسرحها تفاجأ القائمون على التنظيم بالحشود تتدافع لكن ليس باتجاه المستطيل الأخضر بل نحو منزل الروائي باولو كويلهو يريدون فقط مشاهدته، البعض حمل روايته الأخيرة «الرابح يبقى وحيداً» يريد أن يزيّنها بتوقيعه. باولو كويلهو أثبت للعالم أن البرازيل ليست كرة قدم فقط!! *** عندما وقعت باريس كفريسة سهلة بيد الألمان، صرخ هتلر قائلاً: أمام جنودنا الأبطال ستركع اليوم «فرنسا سارتر» تخيل، القائد العسكري الذي لا يفهم إلا لغة الحديد والنار لم يُسمِّ فرنسا باسم قوادها العسكريين ولا سياسييها ولا دُورها وقصورها بل باسم واحد من أعتى روائييها «سارتر»!! *** في جزيرة كريت اليونانية، ولد وعاش زوربا، زوربا هو مجرد بطل رواية للمبدع كازنتزاكي، وُلِد على الورق ومات فوقها. والذي صنفت روايته التي تحمل ذات الاسم كأفضل ثاني رواية في القرن العشرين بعد «دون كيشوت» اليوم لا أبالغ إن أخبرتك عزيزي القارئ أن مئات الألوف بل قُل الملايين يتدافعون لزيارة «كريت» من أجل ملاحقة أحلام زوربا على الواقع هنا رقص زوربا، وهناك مات وهو يضحك كازنتزاكي جلب لليونان من السياح ما عجزت عنه كل برامج السياحة وإعلاناتها. *** عند مثقفي العالم.. لو قلت تشيلي سيتذكرون الروائية «ايزابيل الليندي» وإن ذكرت كولومبيا سيصرخون «غارسيا مركيز» وروسيا تشتهر بتولستوي أكثر مما تشتهر بصواريخها.. رحم الله من قال: الأدباء أوطان صغيرة. *** أتحداك أيها القارئ انتبه للهجة الثقة في عبارتي أتحداك أن تجد كاتباً غربياً أساء لبلده كما يفعل صعاليك الأدب لدينا.. وكأننا لم نعد نملك شيئاً إلا الظواهر السلبية لنستعرضها أمام العالم لكن مربط الفرس ليس هنا.. الفرق واضح وفاضح كتَّابهم يبحثون عن بلاد، وكتَّابنا يبحثون عن أمجاد، كتَّابهم يريدون لأوطانهم مراكز، وكتَّابنا تذبحهم الشراهة للجوائز! في خاطري الكثير لأقوله وليت المساحة تتسع.. لذلك سأختم بعبارة وحيدة: لكل وطن حق على كتَّابه، إما أن يعمل هذا الكاتب في هذا السبيل... أو لا يكون. *** «تحت الهوى» كم أحب لو أني ولو لمرَّة واحدة أطارد سؤالاً.. ويبقى شامخاً من غير إجابة!