افتتح مدير الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي صباح أمس الأربعاء ندوة «دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري» التي ينظمها كرسي دراسات المسجد النبوي الشريف بقاعة الملك سعود بالجامعة، بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وعدد من العلماء والأكاديميين والمتخصصين في المجال الفكري والأمني. وأكد معالي مدير الجامعة خلال كلمته الافتتاحية على أن قضية الأمن الفكري قضية عالمية وتعنى بها كافة دول العالم، مبينا أن المملكة تعد من أبرز هذه الدول التي أولت هذا الجانب أهمية كبيرة وسخرت الإمكانيات وبذلت الكثير في سبيل تعزيز الأمن الفكري ومعالجة المفاهيم الخاطئة والشبهات المنتشرة ومحاربة الانحرافات الفكرية. وأوضح الدكتور حاتم المرزوقي أن الجامعة الإسلامية انطلاقا من أهدافها ورسالتها تبنت عقد مثل هذه الندوات واللقاءات العلمية الأكاديمية سواء من خلال العمادات والكليات المختلفة أو من خلال الكراسي العلمية، لمناقشة المواضيع التي تخدم الأمة والوطن. وقال إن المسجد النبوي يعد إحدى الدوائر المؤثرة والضرورية في توعية الأفراد وتعديل سلوكياتهم وتصحيح أفكارهم، وتثبيت عقيدتهم، ووقايتهم من الأفكار المنحرفة، مضيفا أن الندوة تعد من إسهامات كرسي دراسات المسجد النبوي بالجامعة، الذي رغم قصر عمره إلا انه تميز بما يطرحه من ندوات ومشاركات تثري وتدعم كل ما يفيد الزائر الكريم لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الباحث والمتخصص في تاريخ المسجد النبوي. وأكد المرزوقي أن الجامعة الإسلامية هدية المملكة للعالم، ورسالتها إيصال الدين العظيم لجميع أنحاء العالم، وهي ماضية في طريق النهوض التنموي التي تعيشها بلادنا في سعيها الحثيث لتحقيق رؤية المملكة 2030 بثقة عالية وتفاؤل كبير الشيخ السديس: حماية فكر الإنسان وسلامة فهمه من مقاصد الشريعة ألقى الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كلمة رحب فيها بالمشاركين بالندوة، مشيرًا إلى أنها تستمد أهميتها ومكانتها من محاور متعددة منها أنها تركز على قضية مهمة في مكان مهم عبر جامعة عريقة. وقال إن المسجد النبوي الشريف انطلقت منه أعظم حضارة عرفها تاريخ البشرية، تنضح أمنًا وخيرًا ورحمةً وسلامًا للعالمين، وكان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إلى المدينة هو بناء المسجد النبوي ليكون منطلق الدعوة الإسلامية، فأرسى قواعد الإسلام ودعا إلى دين السماحة والسلام، حتى سطعت أنوار دعوته الأرجاء وفاحت رياحين هديه الأنحاء، وكانت خطبه ومواعظه على منبر المسجد النبوي جامعةً إسلاميةً للصحابة الأطهار المهاجرين والأنصار وملتقى للصحابة الأبرار. مضيفا بأنه منذ ذلك الحين وأكباد الإبل تضرب إليها ورحال طلاب العلم تحط بها ينهلون من نعيم علومها ويقتبسون من نور تراثها. وأكد الدكتور السديس على أن من مقاصد الشريعة ومحاسن الدين حماية الفكرِ وصيانة الإنسان من الانحراف وسلامة فهمه وتوجهه من الانجراف وراء الدعوات المغرضة والرايات المضللة من التطرف المحموم ومن الفكر المسموم والغلو المذموم وفتنة العنف والتكفير والتدمير وآفة الإرهاب والتفجير، لافتا إلى أن نهضة الأمم ومكانتها وأمجادها تكمن في تمسكها بأصولها ومبادئها وثوابتها، فقضية المكان المسجد النبوي قضية الفكرة والموضوع الأمن الفكري، الأمن بفهومه الشامل نعمة عظيمة. وذكر أن الأمن الفكري هو أمن الأفكار والعقول وصمام الأمان وطوق النجاة الذي يجب العناية به بتحصين المسلمين لاسيما من الشباب والفتيات من كل قرصنة فكرية أو سمسرة ثقافية أو لوثات إرهابية أو تسللات عولمية تهز مبادئه أو تخدش قيمه أو تمس ثوابته. الرومي: 3 محاور تبحث دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري أوضح الدكتور سليمان الرومي المشرف على كرسي دراسات المسجد النبوي الشريف بالجامعة الإسلامية خلال كلمته في الافتتاح أن الندوة تأتي ضمن برامج الخطة الإستراتيجية للكرسي والتي تتكون من ثلاثة محاور رئيسة، حيث جاء المحور الأول بعنوان (الجانب التاريخي لدور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري والتأصيل الشرعي لمفهومه) والمحور الثاني بعنوان (دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري في العصر الحاضر) والمحور الثالث بعنوان (استثمار الجانب الإعلامي والتقني لتعزيز الأمن الفكري من خلال المسجد النبوي). وأضاف الرومي أنه تم انتخاب عدد من العلماء الأجلاء والباحثين الأفاضل بالكتابة في محاور الندوة وموضوعاتها حيث عالجوا بآرائهم وأفكارهم ما يتصل بهذه الندوة والتي سيستفيد منها المختصون في الاستراتيجيات المتعلقة بهذا الجانب.