«في استطاعتي أن أتغير بسرعة. أنا قادر على تغيير أي شىء أريد تغييره». هذه العبارة قالها الرئيس دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية، عندما أنتُقِدَ على حدة عباراته تجاه منافسيه الجمهوريين، قبل أن يتفرد بالفوز عليهم ومنافسة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. فقد أكد في مقابلة تلفزيونية مع فوكس نيوز أنه «سيُعدل أداءه حينما يقترب من هدفه». *** نفس هذا المعنى ردده ترمب أخيراً خلال مؤتمره الصحفي مع ملك الأردن، مشدداً على أنه شديد المرونة لتغيير مواقفه وفق الظروف والأحداث. وهي نقطة تضعه كرئيس براغماتي ينطلق من الفشل لما هو أصلح لإنجاز أهدافه المُعلنة. وهذا يُفسر التغييرات التي أحدثها ترمب أخيراً في طاقمه الرئاسي، وعلى رأسها إخراج أقرب وأقوى مستشاريه ستيف بانون Steve Bannon من عضوية مجلس الأمن الوطني. *** ظل بانون نقطة سوداء لترمب، حتى من داخل حزبه الجمهوري، لما هو معروف عنه من عنصرية شديدة للأقليات، وآرائه المتطرفة في كثير من السياسات الداخلية والخارجية. واعتبر منتقدو الرئيس أن تقريب بانون من مركز صنع القرار يجعله المتحكم في ترمب وقرارته، بل اعتبره البعض الرئيس الفعلي وليس ترمب. لذا كان قرار إبعاده عن أحد مراكز صنع القرار في إدارة ترمب إشارة من الرئيس بأنه هو من في يده الحل والعقد. *** وأخيراً... إزاحة ستيف بانون، المعروف بعدائه لقيادات الحزب الجمهوري، الذين يسميهم: (Republican Establishment) من مجلس الأمن الوطني سينتهي -في رأيي- بخروجه من فريق الرئاسة جبراً أو طوعاً، وهي خطوة تُمهد للرئيس ترمب التصالح مع قيادات حزبه الجمهوري، خاصة بعد الهزائم التي تلقاها ترمب مؤخراً. #نافذة: (كان بانون عقبة في طريق ترمب لاتخاذ سياسات عقلانية.. وإزاحته هي مؤشر للعقلانية في البيت الأبيض). الإعلامي الأمريكي فريد زكريا