نجح أبناء العروس في إعداد أحد أجمل البرامج اليومية - مسيرة الحج - في (مهرجان أتاريك)، الذي تشهده المنطقة التاريخية الذي انطلق من 30 مارس وسيتواصل عروضه إلى يوم السبت المقبل، وتبدأ لحظة الانبهار من الساعة الخامسة عصرا عندما تظهر أولى الملامح انطلاقا من خلف مركز المحمل التجاري موقع ميناء جدة الإسلامي سابقا ومرورا بمسار الحج التاريخي خلال شارع الملك عبدالعزيز وسوق الندى إلى سوق العلوي وبرحة نصيف إلى باب مكة بظهور فوج من الحجاج يرتدون ملابس الإحرام من جنسيات ضيوف بيت الله الحرام المختلفة وهم يهللون ويكبرون، قائلين: لبيك اللهم لبيك، وتكتمل اللوحة بالمسار الثاني ببرحة نصيف ومقابل بيت نصيف ومسار سوق العلوي والأسواق المجاورة، وعندما يدقق الزائرون في المرتدين لملابس الإحرام وإذا بهم خلف خيل بخيالها بزيه القديم كمرشد للقافلة وخلفه 3 جمال أحدهم يحمل 6 صناديق تمثل الشنط في الماضي وأغراض الحجاج، ويطلق عليها «كوبر» والآخر عليه الهودج بطراز الماضي وعليه الكسوة من قماش الخيام كما تستخدم قديما والثالث يحمل عتاد الإقامة للخيام من حطب ومواد غذائية وخلافه، وخلف الجمال يرافقهم المنشدين المرتدين ملابسهم قديما ويرافق القافلة عدد من النساء يرتدين الجامة وهي العباءة بطريقتها القديمة يرددن مايردده الجميع في لوحة غاية في الدقة والروعة. شيخ القافلة: نقدم نموذجا لمسيرة الحج قبل أكثر من 80 عاما من جانبه، قال شيخ القافلة قائد المسيرة الشريف خالد حسناوي صاحب الفكرة ورئيس مؤسسة المفتاح العربي فأجاب إن الفكرة ببساطة تبلورت لي بأن أقدم نموذجا لمسيرة الحج قديما قبل أكثر من 80 عاما في بدايات عهد مؤسس الدولة السعودية المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز واستقبال الحجاج الذين كانوا يأتون للحج بحرا من بلاد بعيدة عن طريق مدينة جدة بوابة مكةالمكرمة من موقع ميناء جدة الإسلامي قديما ولم تكن ظهرت الطائرات وكان حجهم عن طريق الخيول والجمال والبهائم والمشي بالأرجل وقد لاقت الفكرة إعجاب المسؤولين في اللجنة العليا التنفيذية لمهرجان جدة التاريخية، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي محافظ جدة ورئيس اللجنة العليا وكذلك الشركة المنفذة وعلى رأسها الأستاذ زكي حسنين ثم شرعنا في تنفيذها ويقوم بها أكثر من 60 شخصا، يكون في المقدمة خدام القافلة مجموعة من الشباب الذين يقودون الخيل والجمال بزيهم القديم ثم الحجاج المحرمين يليهم السيدات والأطفال وفي الخلف مجموعة من الشباب المنشدين ومعهم جسيس له أغان وأدعية جميلة .وقد حرصنا أن يكون شباب القافلة لهم زي كان يرتديه أهل زمان سواء من ناحية القماش أو تفصيله ونفس الحال العمامة التي كان يرتديها أهل زمان أيضا وكذلك الأحذية. وتبدأ المسيرة من خلف مركز المحمل الراعي للمسيرة عبر مسار الحج التاريخي الممتد من باب البنط وشارع الملك عبدالعزيز وسوق الندى وسوق العلوي وبرحة نصيف إلى باب مكة وتتواصل في سيرها إلى بيت المتبولي في نهاية سوق العلوي. وعند هذا البيت الذي هو محطة الوصول حرصنا أيضا أن نوفر الجلسة التي اعتاد أهل زمان الجلوس عليها وهي المركاز وبجانب المركاز توجد الازيار بالمرافع وهي قاعدة زير. عند بيت المتبولي يقف الفوج ليستعد لاستقبال الحجاج العائدين من مكة والعودة مرة أخرى إلى محطته الأولى عند برحة نصيف أمام نفق سوق العلوي. وقد أسعدنا كثيرًا أنه خلال الأيام الأولى لانطلاق الفعالية شارك في حضور مسيرة الحج صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ مدينة جدة ورئيس اللجنة العليا للمهرجان، وقد عبر عن سعادته بالمسيرة وتواصل معها وقد سعدنا كثيرا بتشريفه. نحمد الله تعالى أن المسيرة تلقى متابعة يومية تزيد عن حضور أكثر من 7000 زائر يسيرون خلفها ذهابا وإيابا ويوم بعد يوم تزداد الأعداد ونشعر برضا الزوار وإعجابهم بها، والملفت للنظر أن الأغلبية يسيرون خلفها يرددون الدعاء الذي تقوله القافلة والبعض الآخر إلى جانب الدعاء يقوم بتصوير الحدث ويبدون إعجابهم الشديد به. كذلك الحسناوي قائد القافلة وصاحب الفكرة فإنه هو أيضا يرتدي زيا وثوبا وعباءة تكشف عن الحالة التي كان عليها أهل زمان وأيضا العمامة التي يطوق بها رأسه تختلف عن مانراه الآن إلا أنها تعبر عن مظهر ممتع وشكل مميز.