يحرص العديد من الحجاج على اصطحاب كاميراتهم، لتوثيق رحلة الحج وجولاتهم في مكة والمدينة وجدة. ومن المناطق السياحية التي يحرصون على زيارتها المنطقة التاريخية بجدة، والتي شكلت هذا العام مقصدا للحجاج بعد أن أتموا فريضة الحج. وسهلت بعض مؤسسات الطوافة للحجاج عملية التنقل إلى جدة والتجول في أماكنها السياحة والتسوق بها، وهو توجه جديد لهذه المؤسسات أدرجته على أجندات بعض الحجاج القادمين من الخارج، لتمكينهم من الاطلاع على المنطقة التاريخية في عروس البحر الأحمر. وقال رئيس بلدية جدة التاريخية سامي نوار "نقوم باستقبال الحجاج الراغبين في زيارة المنطقة التاريخية، وخاصة لبيت نصيف الأثري، حيث يطلع الحجاج على الآثار التاريخية القديمة. وأضاف "نحرص أثناء زيارة الحجاج على عمل برنامج متكامل لهذه الوفود بداية بزيارتهم لبيت نصيف واستقبالهم به، ومرورا بجولة في المعالم السياحية والأثرية في هذه المنطقة مثل المسجد العتيق ومسجد عكاش وعين يسر، مشيرا إلى أنه تم استقبال عدد من الوفود الإعلامية المشاركين في الحج العام الماضي. وأوضح نوار أنه لا يوجد تنسيق مسبق بين الأمانة والحملات الخاصة بالحجاج، مشيرا إلى أنه سوف يتم تنفيذ مسارات سياحية لزيارة مواقع محددة في المنطقة التاريخية، ويتم حاليا عمل دراسات لها، بحيث يتم عمل ثلاث مسارات على فترات زمنية مختلفة، ويكون المسار طويلا أو متوسطا أو قصيرا، حسب الفترة الزمنية التي يحددها الحاج، مشيرا إلى أن دراسة هذا المشروع على وشك الانتهاء، وقد يتم تنفيذه العام المقبل، مشيرا إلى أن هذا البرنامج سيربط مستقبلا بين السياح والحجاج الزائرين للمنطقة التاريخية بالكورنيش. وعن البرنامج الذي يعد للحجاج الزائرين للمنطقة التاريخية أضاف نوار "لدينا برنامج خاص للحجاج حينما يقومون بزيارة بيت نصيف يبدأ بعرض مرئي عن الحج يعرفهم بالمشقة التي كان الحجاج يتعرضون لها في السابق وعناء السفر وكيف أصبح الحج حاليا يتم بيسر وسهولة. من جهته قال مشرف على إحدى مؤسسات الطوافة لحجاج الخارج عبدالله الغالب "ننظم رحلات سياحية للحجاج بعد انتهائهم من أداء فريضة الحج، حيث يحرص الحجاج على زيارة المواقع التاريخية في مدينة جدة، وخاصة بيت نصيف، وعين يسر، والأسواق الشعبية القديمة". وأضاف أن "الحجاج قديما كانوا ينطلقون من الميناء إلى باب مكة عن طريق سوق العلوي، وفي عودتهم يدخلون من باب مكة إلى العلوي، ثم إلى الميناء، وذلك عندما كانت قوافل الجمال تستخدم في نقل الحجاج آنذاك، لكن مع التطور الذي تشهده المملكة أصبح الحج ميسرا، بعيدا عن المشاق والتعب الذي كان يصادف الحجاج سابقا". وأشار الغالب إلى أن الزيارات تشمل الآثار الإسلامية التي يفضلها الحجاج ويحرصون على زيارتها، إضافة إلى السواق التي تشتهر بها المنطقة مثل سوق شارع قابل والندي، وزيارة الحارات القديمة لمشاهدة الفن المعماري القديم الذي تميزت به تلك المنطقة. من جهته قال الحاج عبد السلام عبد القادر إن مثل هذه البرامج من شأنها أن تخدم الكثير من السياح، فمثل هذه الأماكن التاريخية تعرفنا بعراقة التاريخ السعودي وتعطينا فكرة عن المجتمع قديما وحديثا، كما أن لهذه البرامج أثرا إيجابيا في تعريف الحجاج بالمشقة التي كان يتعرض لها الحجاج في القدم، وما أصبح عليه الحج حاليا من راحة واستقرار، وتسهيل لكافة الأمور.