نفذ الجيش الأمريكي بأمر من الرئيس دونالد ترامب فجر أمس الجمعة ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية عسكرية للنظام السوري، وذلك ردًا على «هجوم كيماوي» اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه على بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد. 59 صاروخ توماهوك أطلق الجيش الأمريكي فجر الجمعة بالتوقيت المحلي، وليل الخميس بالتوقيت الأمريكي، 59 صاروخًا عابرًا من طراز «توماهوك» استهدفت مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص في وسط البلاد. وقال مسؤول أمريكي: إن المطار مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري و»متصل مباشرة» بالأحداث «الرهيبة» التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون في محافظة إدلب. وأتت الضربة العسكرية الأمريكية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار يدين الهجوم الذي أودى بحياة 86 شخصًا على الأقل بينهم 30 طفلًا. جيش الطاغية: أضرار بليغة أعلن جيش الطاغية السوري في بيان أن الولاياتالمتحدة أقدمت «عند الساعة 03,42 فجرًا (00,42 ت غ) على ارتكاب هجوم استهدف احدى قواعدنا الجوية فى المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ»، ما ادى الى سقوط «6» قتلى وعدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة. ولم يحدد المتحدث ما اذا كان القتلى من المدنيين او العسكريين. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن مقتل سبعة عسكريين في الضربة الأمريكية، في آخر حصيلة. المرصد السوري: المطار دمر بشكل كامل اكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته ان «المطار دمر بشكل شبه كامل». روسيا تؤكد أعلن التلفزيون الروسي ان 9 طائرات تابعة لسلاح الجو السوري دمرت في الضربة الأمريكية، وذلك خلال عرضه صورا للقاعدة المستهدفة. وتظهر الصور طائرتين على الاقل لا تزالان سالمتين في المرآب المصنوع من الاسمنت المسلح بينما غطت الارض قطع من الصفائح المعدنية وحطام غير محدد. ترامب: الضربة حماية الامن القومي وجه ترامب خطابا الى الأمة نقلته شاشات التلفزة مباشرة من منزله في فلوريدا قال فيه «الثلاثاء، شن الدكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيماوية على مدنيين أبرياء». واضاف «باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد ارواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة». وتابع «أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيماوي. من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الاسلحة الكيماوية القاتلة». ودعا ترامب «كل الدول المتحضرة الى الانضمام إلينا في السعي الى انهاء المجزرة وسفك الدماء في سوريا والقضاء على الارهاب بكل انواعه واشكاله». البنتاجون: الضربة الأمريكية تنحصر بالرد على هجوم خان شيخون أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ان الضربة العسكرية تنحصر بالرد على «الهجوم الكيميائي» في خان شيخون. وقال متحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس لصحافيين ان الهدف هو «ردع النظام عن القيام بذلك (الهجوم الكيميائي) مجدداً، ونأمل في ان ينجح في ذلك». وألمح الى ان العملية العسكرية ليست جزءا من عملية اكبر. وقال: إنها رد يتناسب مع هجوم خان شيخون. واضاف: سيعود للنظام ان يقرر ما إذا كانت ستكون هناك ضربات أخرى، لأن ذلك سيتقرر بناء على تصرفاته. تيلرسون: روسيا فشلت في تحمل مسؤولياتها في سوريا اتهم وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون روسيا بعدم تحمل مسؤولياتها في سوريا، مشيرا الى ان الضربة الصاروخية التي وجهتها واشنطن الى قاعدة جوية سورية هي دليل على استعداد الرئيس الامريكي دونالد ترامب للتحرك عندما تقوم دول «بتجاوز الخط». موسكو: نطالب بجلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي أعلنت موسكو الجمعة تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الاجواء السورية بعد الضربة الصاروخية الأمريكية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا ان بلادها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للنظر في الوضع، منددة ب»نهج متهور» تتبناه واشنطن حيال النزاع في سوريا. بوتين: الهجوم الأمريكي عدوان ضار للعلاقات مع واشنطن اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الهجوم الأمريكي على أهداف في سورية هو عدوان ضار للعلاقات الروسية-الأمريكية، والمعركة المشتركة ضد الإرهاب. وأعلن دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الكرملين، أن» الرئيس بوتين يعتبر هجمات الولاياتالمتحدة على سوريا عدوانا ضد دولة ذات سيادة، وتمثل انتهاكا للقانون الدولي، وبحجج واهية». لافروف: هذا الوضع يذكرنا بعام 2003 في العراق أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات في سوريا عمل عدواني لا يستند إلى أساس حقيقي ويهدف إلى تقويض العملية السياسية وإطاحة الرئيس الأسد. وقال لافروف في مؤتمر صحفي من طشقند، «إن ذلك عمل عدواني بذريعة وهمية تماما»، مضيفا أن هذا الوضع يذكرنا بعام 2003 عندما تدخلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا مع بعض حلفائهما في العراق. وطالب الوزير الروسي بالكشف عن حقيقة كيفية اتخاذ القرار بشأن قصف القاعدة الجوية السورية، مؤكدا أن موسكو ستبذل جهدها في هذا الاتجاه. الجيش الروسي «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية أعلن الجيش الروسي الجمعة أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية، وفق ما قال المتحدث العسكري. وقال إيغور كوناشنكوف للصحافة «من أجل حماية البنى التحتية السورية الأكثر حساسية، سيتم اتخاذ سلسلة من التدابير بأسرع ما يمكن لتعزيز وتحسين فاعلية منظومة الدفاع الجوي للقوات المسلحة السورية». وأكد من جهة أخرى أن 23 صاروخا أمريكيا فقط أصاب قاعدة الشعيرات، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إطلاق 59 صاروخا. وقال كوناشنكوف أن هذه الضربة تم التحضير لها «قبل وقت طويل». وتابع «الإدارة الأمريكية تبدلت، لكن طريقتها في شن الحرب لم تتغير منذ عمليات القصف في يوغوسلافيا والعراق وليبيا».