يتجرع المواطن اليمني الأصيل في المحافظات التي تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي شتى أنواع القهر والإذلال من القادة والمشرفين التابعين للحوثي ويتفنن أولئك المشرفون في ابتكار شتى صنوف الذل والمهانة للمواطن اليمني من انتهاك عرضه والاستيلاء على ممتلكاته إلى إرغام أولياء أمور الفتيات على تزويج بناتهم للقادة المشرفين الحوثيين والأفراد تحت تهديد القتل والسجن والتعذيب وحتى النفي من القرية أو المدينة التي هو منها. ونشرت وسائل الإعلام المحلية في الداخل اليمني مؤخرًا قصصًا متنوعة تصور بشاعة البطش والتنكيل والقهر الذي يعيشه أولياء أمور الفتيات في العديد من المحافظات. وحاولت مليشيا الحوثي منذ سيطرتها على صنعاءوالمحافظات الأخرى فرض أجندتها ومعتقداتها والطقوس المغايرة لتقاليد المجتمع اليمني الأصيل والقبيلة العربية وفرضت تلك الأجندات المستوردة من الخارج، وحاولت بكل استماتة فرضها خلافًا لقناعات الهوية اليمنية وعادات وتقاليد المجتمع اليمني. وقامت المليشيات الحوثية وقادتها إثر رفض المجتمع والقبيلة اليمنية تلك العادات والزواج على غير العادة، والذي يُعد عيبًا عند القبيلة في اليمن، باللجوء إلى أساليب مشابهة ومنها الزواج بالإكراه، هدفوا من خلاله إشباع رغباتهم ونزواتهم الدخيلة. وتتعالى أصوات أولياء أمور الفتيات بشكل يومي في محافظة إب من بطش ما يسمون «المشرفيون الحوثيون» من حالات الزواج بالإكراه من قاصرات، وإلا سيكون الأب عرضة للطرد من المنزل هو وعائلته ومصادرة أملاكه كافة. ويتضح هذا البطش في أبشع صوره فيما تعرض له أحد المواطنين في قرية «المدق» بمديرية بعدان التي شهدت إحدى حالات الزواج بالإكراه من «مشرفين حوثيين» بعد أن أقدم أحدهم في القرية على إرغام أحد المواطنين بتزويجه ابنته التي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، وإلا فإن المشرف الحوثي سيصادر المنزل الذي يسكن فيه والد الفتاة وكذلك الأرض التابعة له. كما أوردت وسائل إعلام محلية وقوع حالة زواج بالإكراه بمديرية حبيش في ذات المحافظة بأن عناصر من جماعة الحوثي اختطفت أحد التجار لإرغامه على القبول بتزويج ابنته من أحد النافذين التابعين للجماعة بالمديرية، وقال سكان محليون: «إن المسلحين الحوثيين قاموا باختطاف والد الفتاة لإجباره على العقد من ابنته رغم صغر سنها ورفضها للزواج، كما اختطف الحوثيون فتاة في مديرية الرضمة شرق محافظة إب وأجبروا أخرى على الزواج من أحد القيادات الحوثية بقوة السلاح».