أكَّد وزيرُ الخارجيَّة وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي -في افتتاح أعمال اجتماعات وزراء الخارجيَّة العرب التحضيري للقمَّة العربيَّة- أنَّ المواطن العربي أصبح يشعر باليأس والإحباط؛ نتيجة الفراغ الذي تمكَّنت من خلاله دول أجنبيَّة من التسلُّل للتدخُّل بالشؤون العربيَّة. وشدَّد الصفدي على ضرورة إيجاد حلٍّ للقضيَّة الفلسطينيَّة، على أساس حلِّ الدولتين، وبما يضمن الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف الصفدي: إنَّ نزيف الدم السوري يجب أن يتوقف، عبر حلٍّ سياسيٍّ يحمي وحدة سوريا واستقلالها وتماسكها، لافتًا إلى أهميَّة الوقوف إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى دعم عمليَّة مصالحة سياسيَّة تضمن حقوق كلِّ مكوِّنات المجتمع العراقيِّ.وأشار الصفدي إلى ضرورة دعم حلٍّ سياسيٍّ لإنهاء الأزمة في اليمن، وفقًا لقرارات الشرعيَّة الدوليَّة، تمامًا كما هو الحال في ليبيا، مشدِّدًا على أنَّ العرب كلَّهم يجمعون على ضرورة محاربة الإرهاب. القلب مازال ينبض من جانبه نقل أبو الغيط -خلال كلمته في افتتاح اجتماع وزراء الخارجيَّة التحضيري للقمَّة العربيَّة ال28، المقرر انعقادها في البحر الميت في الأردن- حالة القلق التي تعتري المواطن العربي على أمَّته، مشيرًا إلى أنَّ قلق المواطن العربي مشروع، وفق ما تشهده المنطقة من اضطرابات مزلزلة، ومتغيرات متسارعة. وقال: إنَّ القلب العربي مازال حيًّا نابضًا، وليس هناك ملجأ للعرب سوى العرب، ومن نزحوا، وأُخرجوا من ديارهم من الملايين وجدوا الملاذ الآمن، والاستضافة الكريمة لدى إخوانهم في البلاد العربيَّة، التي فتحت بيبانها بكرم ومحبة، يعكسان المشاعر العروبيَّة الصادقة، ويتعيَّن علينا تقديم كلَّ دعم ممكن، ومساعدة ضروريَّة للدول التي ينوء كاهلها بأعباء استضافة مئات الآلاف، ومنها الأردن الشقيق. سوريا.. جنيف 1 وأضاف أبوالغيط قائلاً: لا يصحُّ أن يبقى النظام العربي بعيدًا عن التعامل مع أكبر أزمة تشهدها في تاريخها الحديث (الأزمة السورية)، ولا يصح أن تُرحَّل الأزمة الخطيرة إلى الأطراف الدوليَّة والإقليميَّة يديرونها كيفما شاءوا، ويتحكمون بخيوطها، وفق مصالحهم، وعلى الدول العربيَّة إيجاد الطريق لإيقاف نزيف الدم في سوريا، وإنهاء الحرب، والتوصل لتسوية الأزمة على أساس بيان جنيف1، والقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن؛ لما يضمن لسوريا وحدتها وتكاملها الإقليمي، ويضمن لشعبها تحقيق تطلُّعاته المشروعة. فلسطين.. قضيتنا المركزيَّة وناشد المجلس الموقر، العمل الجماعي في كافَّة المناطق التي تشهد الأزمات، مشيرًا إلى أنَّ أزمات المنطقة تهدد الأمن القومي العربي، ويكون ذلك بالعمل الجماعي، والجهد المشترك المتضافر. وقال: على أزماتنا ألا تُنسينا قضيَّتنا المركزيَّة فلسطين، مؤكِّدًا على أهميَّة تطبيق الإجماع الدولي بحلِّ الدولتين، مؤكَّدًا استعداد العرب العمل مع جهد دولي مخلص لإنهاء الصراع، وإقامة الدولة الفلسطينيَّة المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقيَّة. وطالب أبو الغيط الدول الأعضاء في الجامعة العربيَّة تمويل الجامعة العربيَّة، والإسناد السياسي، والدعم المعنوي لتمكنها من التفاعل مع الأزمات العربيَّة الضاغطة، مبينًا أنَّ الجماعة لن تستطيع تلبية التطلعات، والارتقاء لمستوى طموح المواطن العربي، بينما موازنتها العربيَّة تعاني نقصًا خطيرًا.