لا ننكرُ الجهود التي تقدِّمها وزارةُ الصحَّة، وعلى رأسها وزيرُها الدكتور توفيق الربيعة؛ لرفع وجودة الخدمات الطبيَّة، وذلك من خلال الدعم السخيّ الذي تقدِّمه الدولة للقطاع الصحي. ولكن -وللأسف الشديد- ما نشاهده، ونقرأه بشكل يومي من نقص بعض الخدمات الصحيَّة في بعض المراكز والمستشفيات من كوادر وأجهزة وأدوية، لا يليق مع الدعم الكبير من الدولة. فعن تجربة شخصيَّة لي احتجتُ لإجراء بعض التحاليل البسيطة مثل السكر، وغيرها، وكذلك خلع أحد الأسنان، فذهبتُ إلى مركز القصواء الواقع بحي الرونوناء بالمدينة المنوَّرة، والقريب من منزلي، ولم أتوقَّع أن أشاهد مركزًا صحيًّا بهذا المستوى.. القاذورات ملقاة في الأرض، والجدران والستائر متَّسخان، والنظافة معدومة.. ثمَّ توجهتُ إلى الاستقبال المزدحم بالمراجعين، فأبلغوني بأنَّهم لن يستطيعوا إجراء التحاليل؛ لعدم وجود إبر، وعلب لأخذ العيِّنات، وأعطوني موعدًا بعد أسبوعين. وحضرتُ فتمَّ إجراء 3 تحاليل من أصل 8، وطلبوا منِّي مراجعتهم بعد أسبوع لإجراء التحاليل المتبقية، ومر الآن ثلاثة أشهر، وأنا أراجع ولم أستطع إجراء بقيَّة التحاليل. أمَّا عن الأسنان، فهناك معاناة أخرى، حيث تمَّ تحويلي إلى مركز الهجرة بحي الهجرة، وذلك لعدم وجود طبيب أسنان لديهم، ومن الهجرة تمَّ التحويل إلى مستشفى أحد لعمل أشعة هناك، وذلك لعدم وجود جهاز الأشعة.. وبعد العودة وعمل الأشعة كانت الطامَّة الكبرى في مركز الهجرة، حيث لا يوجد إلاَّ طبيب أسنان واحد، وكرسي العيادة عطلان! وحسب علمي من المراجعين بأنَّ الكرسي متعطِّل له عدَّة شهور، ولم يتحرَّك أحدٌ لإصلاحه أو إبداله.. هل يعقل ذلك؟! أين مسؤولو الصحة من هذا العبث؟ أخيرًا أرجو من المسؤولين في وزارة الصحة متابعة تلك المراكز، والتي تخدم فئة كبيرة من المجتمع، وتهتم بشؤونهم الصحيَّة، وتعيد ثقتهم بهذه المراكز، بعد أن فقدت بسبب الإهمال واللامبالاة، وكثرة الأخطاء الطبيَّة والتشخيص الخاطئ.