أكد سياسيون أردنيون أن جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الآسيوية، والتي شملت إندونيسيا وماليزيا واليابان والصين، شكلت نقطة تحول كبيرة في العلاقات بين المملكة وهذه البلدان نظرا لأهميتها الاقتصادية والسياسية، لافتين إلى أنه لا يمكن بطبيعة الحال لأي دولة كانت تجاوز المملكة في شتى المسائل باعتبارها حليفا استرتيجيا قويا، ولما تشكله من نقطة ارتكاز في العالمين العربي والإسلامي، إضافة لقوتها الاقتصادية الدولية، معتبرين أن الخطوات الاقتصادية الجديدة التي اتخذتها المملكة بإطلاقها رؤية 2030 وضعتها على قمة التفكير الاقتصادي المستقبلي ليس على مستوى المنطقة فحسب وإنما على مستوى العالم. وقال كل من رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري رئيس الوزراء الأسبق عدنان بدران والوزير، وممثل الأردن السابق لدى الأممالمتحدة الدكتور أحمد مساعدة: إن جولة خادم الحرمين الشريفين، وما حملته من اهتمام تؤكد عمق الشراكة بن السعودية والصين واليابان، مشيرين إلى أن الزيارة تحمل أبعادا سياسية واقتصادية ستخرج بنتائج إيجابية على مستوى العلاقات الثنائية إضافة لبحث مجمل القضايا العربية، ودفع الدول الكبرى على اتخاذ مواقف تساعد على حل أزمات المنطقة، فضلا عن توقيتها المناسب قبيل القمة العربية في عمان. تدخلات إيران ويرى هؤلاء أن خادم الحرمين الشريفين حمل معه في جولته مجمل القضايا العربية ووضعها على طاولة الدول الكبرى وطلب منها التعامل معها بشكل إيجابى، فضلا عن التأكيد أن المنطقة العربية ليست مسرح عمليات لدول أخرى تدير من خلالها صراعاتها، لافتين إلى أن الملف السوري، واليمني، والإرهاب، والتدخلات الإيرانية، والقضية الفلسطينية هي من أبرز الملفات التي تسعى السعودية لوضح حد لها على أن يكون للصين واليابان دور فاعل فيها. المبادرة هي الحل وقالوا: إن مبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية كانت من أبرز القضايا التي حملها خادم الحرمين الشريفين في جولته الآسيوية، حيث لا مبادرات سلام سوى المبادرة العربية التي من خلالها يكون تحقيق السلام العادل والشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مشيرين أن المملكة تريد أن يكون للصين واليابان دورهما الفاعل أكثر مما هو عليه الآن وفرض إقامة السلام العادل والشامل على إسرائيل على أساس مبادرة السلام العربية على أساس أي مبادرة أخرى. ولفتوا إلى أن خادم الحرمين الشريفين وضع نصب عينيه الخروج من جولته بمواقف واضحة تجاه العديد من الملفات المحورية، وخاصة على صعيد الموقف من إيران، وتدخلاتها، ومواجهة الإرهاب في المنطقة بشكل عام إضافة لملفات سورية واليمن والقضية الفلسطينية التي تضعها المملكة في قمة أولوياتها السياسية باعتبارها مفتاح السلام في الشرق الأوسط. صياغة جديدة لعلاقات راسخة قالوا: إن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز للصين واليابان أعادت صياغة العلاقات السعودية مع بكين وطوكيو على أسس جديدة بما يتوافق من رؤية 2030 اقتصاديا وسياسيا بما يتوافق مع رؤية المنطقة العربية الهادفة إلى إعادة التوازن التي من خلالها تعاد الثقة العربية بمواقف الدول الكبرى على قاعدة صيانة الأمن القومي العربي، والاستقرار الاقتصادي. وأوضحوا أن العواصم الدولية الكبرى ذات التأثير السياسي والاقتصادي تدرك أن المملكة العربية السعودية صانعة الاستقرار والأمن في المنطقة، وعليه فإن هذه العواصم تعاملت مع الملفات التي حملها خادم الحرمين الشريفين على قاعدة تعزيز الشراكة، بما يحفظ المصالح العربية والدولية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة لتعزيز وضع الاستثمارات السعودية والعلاقات الاقتصادية المشتركة، مشيرين إلى أن توقيت جولة خادم الحرمين شكلت منعطفا مهما لتعزيز العلاقات والشراكة السياسية، والاقتصادية، فضلا عن رفع معدلات اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات خاصة معدلات الفرص الاستثمارية، مؤكدين أن الهدف الأسمى لهذه الجولة هو السعي لوضع القطار الدولي على سكة القضايا العربية.