يقول ابن باز رحمه الله: «الملك عبدالعزيز نفع الله به المسلمين، وجمع الله به الكلمة، ورفع به مقام الحق، ونصر به دينه، أقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحصل به الخير العظيم، والنعم الكثيرة ما لا يحصيه إلاّ الله عز وجل، ثم أبناؤه بعده، حتى صارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله، والبعد عن البدع والخرافات، وهذه الدولة السعودية دولة مباركة، وولاتها حريصون على إقامة الحق، وإقامة العدل، ونصر المظلوم، وردع الظالم، واستتباب الأمن، وحفظ أموال الناس وأعراضهم». ويضيف الشيخ ابن باز: «فالواجب التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق، وقمع الباطل، والقضاء عليه حتى يحصل الخير». ويقول العلاَّمة الألباني رحمه الله: «أسأل الله أن يديم النّعمة على أرض الجزيرة، وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التّوحيد برعاية خادم الحرمين الشريفين». مع هذا فإنَّ الدولة السعودية واجهت الكثير من ويلات الأعداء، سواء من القريب أو من البعيد، ونالها الكثير من سوءات الحاسدين والحاقدين خاصة، وهي ترفل في ثياب العز وميادين النعم؛ لعلَّ أجلّها نعمة الإسلام، واحتضانها بيت الله الحرام، ومسجد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. إن الدولة السعوديةدولةٌ إسلاميّة، اتخذت من كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم المنهاج الذي قامت عليه، فقد جاء في أول نظام وضُع للمملكة كانت مادته من إملاء الإمام المجدد الملك عبدالعزيز –رحمه الله - بمكة سنة 1345ه وقد جاء فيها «جميع أحكام المملكة تكون منطبقة على كتاب الله، وسنَّة رسوله، وما كان عليه الصحابة، والسلف الصالح «. كما أعلنت المملكة العربية السعودية عام 1364ه للدّول العربية أنَّها ستمتنع عن تنفيذ أي مبدأ في التعليم أو التشريع يخالف قواعد الدين الإسلامي وأصوله. ولعلَّ الكتاب الذي بين يدي الساعة يضع النقاط على الحروف في وجه كل من يحاول المساس بهذه الدولة؛ وأعني به كتاب : (الحجج القويّة على وجوب الدفاع عن الدّولة السعوديّة) للأستاذ أسامةبن عطايا بن عثمان. حيث أكد الكتاب بالدليل القاطع أن الدولة السعودية دولة إسلاميّة، مستندًا على كلام بعض أهل العلم المشهود لهم بالعلم والتقوى، وبيان ذلك بشكل مسهب، ومتحدثًا كذلك عن جهود الدّولة السعوديّة في نصرة العقيدة السلفيّة، ونشر التوحيد، ذاكرًا أبرز جهود الدولة السعودية في نصرة العلم والعلماء، مؤكدًا أنها قامت بخدمة القرآن والسنّة على الوجه المطلوب، ولا يغفل الباحث ذكر آراء العلماء في التحذير من الكلام على ولا ة الأمر في هذه البلاد، إضافة إلى ثنائهم عليها، من أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمّد بن صالح العثيمين، والعلاَّمة محمد ناصر الدين الألباني - رحمهم الله- وكذلك آراء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وغيرهم. ومع كل ذلك فلا نزال بحمد الله، وفي ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين نزداد قوة ومنعة وعصبة في وجه كل من يريد النَّيل من هذه البلاد المباركة. ولا يغفل الباحث ذكر الأدلة من الكتاب والسنَّة، والآثار السلفية على لزوم بيعة السلطان، ووجوب طاعته، وتكريم السلطان، وحفظ حقه. كما أن الكتاب عالج قضية الإرهاب والتخريب والفساد، مستندًا على العقل والنقل من كلام العلماء، كما يعرض المؤلّف الشُبه المثارة حول الدولة السعودية؛ مفنّدًا الشبهة تلو الأخرى بطريقة موضوعية وعلمية.