القيادة الرشيدة تولي السنة النبوية جل عنايتها، ولقد استشهد ربنا جل جلاله بشهادة أهل العلم على أعظم مشهود به ألا وهو وحدانية الله، وأنه هو الإله الحق المستحق للعبادة، فقال تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)، وهذا يدل على رفيع منزلة العلماء وعظيم قدر شهادتهم إذا شهدوا بالحق. لا أجد أروع ولا أرفع من الاستشهاد بشهادة العلماء الثقات الإثبات الذين هم أبعد الناس عن المجاملات في الحق، ولا أجد أرفع من الاستشهاد بشهادتهم للدولة السعودية على نصرتها للتوحيد وقيامها على الكتاب والسنة وتمسكها بالطريقة السلفية في حكمها ومنهجها وتعليمها ودعوتها في الداخل والخارج. ما الحامل للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أن يقول: «العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، وأي دولة تقوم بالتوحيد الآن؟ أي دولة؟ من ممن حولنا من جيراننا، من منهم يدعو للتوحيد الآن، ويحكم شريعة الله ويهدم القباب التي تعبد من دون الله من؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة غير هذه الدولة؟». وما الدافع للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أن يقول: «البلاد كما تعلمون بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية ولله الحمد والمنة»، وللشيخ صالح الفوزان أن يقول عن الدولة السعودية ودعوتها السلفية: «لها أكثر من مائتي سنة، وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد وتسير على الطريق الصحيح، دولة قائمة على الكتاب والسنة، ودعوة ناجحة لا شك في ذلك، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتى عام المملكة أن يقول: «المملكة العربية السعودية ومنذ نشأتها منذ ما يزيد على القرنين وهي ولله الحمد، دولة سلفية محكمة لشرع الله، وسارت على هذا بخطى ثابتة مستمدة عونها من الله سبحانه، وما زالت ولله الحمد على هذا المنهج، وقد نفع الله بها الإسلام والمسلمين في ميادين كثيرة جدا»، والشيخ العلامة حماد الأنصاري أن يقول: «من أواخر الدولة العباسية إلى زمن قريب، والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة، ولهذا نعتقد أن الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح، بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس». ما الذي حملهم على ذلك غير الشهادة بالحق بصوت عال لهذه الدولة المباركة السنية في وجوه من يشككون بأصالة منهجها وسلفيتها، لما يشاهدونه من براهين محسوسة ملموسة، وما يعلمونه من آثارها في بلاد قريبة وبعيدة، ويقوي شهادتهم هذه متابعة إخوانهم العلماء السلفيين الآخرين من خارج السعودية على هذه الشهادة، كما يقول العلامة المحدث الألباني رحمه الله: «أسأل الله أن يديم النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد برعاية خادم الحرمين الشريفين». وإذا أنضاف إلى هذه الشهادة اعتزاز ولاة هذه الدولة المباركة سرا وإعلانا بتمسكهم بالكتاب والسنة وعقيدة التوحيد السلفية، علم كل منصف له بصر وبصيرة أن من يشكك بهذه الحقيقة مغالط ومكابر لا تنفع فيه حيلة، وهل يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، فاللهم أدم على هذه البلاد أمنها وإيمانها وثبتها على التمسك بمنهجها وعقيدتها.