بث رئيس جمهورية إندونيسيا جوكو ويدودو «مدونة فيديو» عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جمعته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث سجل الرئيس جوكو ويدودو الفيديو أثناء مأدبة الغداء، التي أقيمت أمس الأربعاء في قصر الرئاسة في بوجور على شرف خادم الحرمين الشريفين، وشارك أصدقاء الرئيس الإندونيسي عبر صفحته الفرحة، ب4 لغات هي: الإندونيسية ونظيرتها «الملاوية»، والإنجليزية، واللغة العربية بجملة «الحمد لله رب العالمين» و»أهلا وسهلا». وقال الرئيس جوكو ويدودو في الفيديو الذي تم تناقله بشكل واسع في إندونيسيا: «أنا الآن مع فخامة الملك سلمان بن عبدالعزيز نتناول طعام الغداء، ثم وجه الكاميرا نحو الملك سلمان، وأضاف: لقائي مع الملك سلمان يعتبر الثاني، حيث كان أول لقاء جمعني به في العام 2015 عندما زرت السعودية»، وأوضح الرئيس جوكو ويدودو في الفيديو، أن زيارة الملك سلمان تعتبر الأولى لملك سعودي منذ 40 عامًا، ومن ثم طلب الرئيس جوكو ويدودو من الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يلقي كلمة للشعب الإندونيسي، حيث قال الملك سلمان: «أنا فخور جدًا بأن أكون في إندونيسيا مع فخامة الرئيس في وسط الشعب الإندونيسي»، وأضاف: «إندونيسيا والشعب الإندونيسي أعزاء عندنا وإخوان». من جهتها أشادت صحيفة «جاكرتا بوست» الإندونيسية في تقرير مطول نشر أمس بالعلاقات السعودية – الإندونيسية التي تعود إلى العام 1950، واصفة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنه زعيم العالم الإسلامي وحامي الحرمين الشريفين. وقالت الصحيفة: إن جولة خادم الحرمين الشريفين الآسيوية تهدف إلى دعم علاقات المملكة بأسرع الدول المستوردة للنفط السعودي نموًا في العالم. وأضافت: إن الزيارة التاريخية لإندونيسيا من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين تربطهما الروابط الإسلامية خاصة في مجال التعاون الاقتصادي وفق توقعات المراقبين، حيث تتصدر المحادثات التجارية أجندة الاجتماعات الثنائية بين العاهل السعودي والرئيس جوكو ويدودو في قصر بوجور الرئاسي غربي جافا الأربعاء (أمس). ونقلت الصحيفة عن رضا ويديارسا الخبير في شؤون الشرق الأوسط قوله: إن تركيز الزيارة على الجانب الاقتصادي في المباحثات بأنه جزء من الجهود التي تبذلها المملكة لتنويع اقتصادها بدلا من اعتمادها الكبير على النفط. واستطرد ويديارسا بأن السياحة تشكل أحد مظاهر هذا التنوع الاقتصادي، مشيرًا إلى رؤية 2030 وطرح المملكة 5 % من أسهم أرامكو العملاقة للاكتتاب العام العام المقبل بقيمة تصل إلى تريليوني دولار، ومحاربة الفساد. وأضاف التقرير أن رؤية 2030 تهدف أيضًا إلى استقبال 30 مليون حاج بتطوير مطارات جديدة، وتطوير مكةالمكرمة أيضًا، وأن الحجاج الإندونيسيين هم الأكثر عددًا من بين حجاج بيت الله الحرام، وأن عددهم يصل إلى 211 ألف حاج سنويًا. لكن العلاقات التجارية والاقتصادية شهدت تراجعًا بنسبة 36% في الفترة (2014- 2015). كما شهد الاستثمار السعودي في إندونيسيا أيضًا تراجعًا ووقف في العام 2016 عند حوالى 940 ألف دولار، وهو تراجع كبير من 30,39 بليون دولار في العام 2015. وبالرغم من ذلك فإن المسؤولين الإندونيسيين عبروا عن تفاؤلهم بأن تجلب الزيارة الملكية استثمارات سعودية جديدة بقيمة 25 بليون دولار. ونقل التقرير أيضًا عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط زهيري مسراوي التذكير ب «أشجار سوكارنو» في المملكة العربية السعودية التي ترمز إلى الروابط المتينة التي تربط البلدين، وهي تلك الأشجار التي غرسها الرئيس الإندونيسي الأسبق سوكارنو خلال موسم الحج حتى يستظل بها ملايين الحجاج الذين يتوافدون على مكةالمكرمة في موسم الحج كل عام.