إسأل مجربًا ولا تسأل طبيبًا، فصاحب التجربة أدرىٰ بحقيقة ما يُسأل عنه، ممن تقتصر معرفته على العلم وحده. وإذا كان العلم، هو النتيجة الطبيعية للدراسة والتحصيل، فإن التجربة وحدها، هي الوسيلة المثلىٰ، لاكتساب الخبرة اللازمة للقيام بأي عمل، وإنجازه بشكلٍ متقن تمام الاتقان. إن الخبرة «العملية»، هي محصلة تزاوج «النظرية العلمية» و»التطبيق العملي»، وهذا التزاوج بين العلمي والعملي، أو النظرية والتطبيق، هو الذي ينتج «الخبرة»، من هنا، وتقديرًا لأهمية الخبرة العملية، اتجهت معاهد التعليم في البلدان المتقدمة، إلى المزج بين النظري والتطبيقي في مناهجها التعليمية، ابتداء من رياض الأطفال إلى الدراسات العليا. إن الخبرة هي الابنة الشرعية للتجربة، وكما قيل قديمًا: إن التجربة أكبر برهان، ولتكوين جيل يملك الخبرة اللازمة لإدارة «اقتصاد متنوع»، وحتى نتمكن من تحرير اقتصادنا من «أسر النفط»، وتذبذب أسعاره في البورصات العالمية، لابد لنا من أن نُعيد صياغة برامجنا التعليمية، بحيث نمزج بين العلمي والعملي، أو النظرية والتطبيق، وهو ما يفترض بنا التركيز على المختبرات التطبيقية في كل مراحل التعليم، وإعطائها اهتماماً أكبر. إن اكتساب الخبرة، لا يقتصر مردودها على الاقتصاد وحده، بل يتعداه إلى تكوين جيل واعٍ، يتحلَّىٰ بما يُعرف ب»الشخصية الواثقة»، وهي اللبنة الأساس في نهضة الأمم.. صحيح أن الحياة مختبر كبير، ولكننا ونحن نسابق الزمن للحاق بركب التطور، لابد لنا من اختصار الوقت، وعدم ترك أجيالنا الصاعدة، تكتسب خبراتها من تجاربها الشخصية فقط، بل علينا التسريع في نقل الخبرة، القائمة على تلك الثنائية الذهبية: «النظرية والتطبيق»، وهذا لا يتم إلا بالتركيز على إعادة صياغة مناهجنا التعليمية للمزج بين النظرية والتطبيق، مناصفةً بين العلم والعمل.