مع بداية العام الدراسي, وعودة الآلاف من الطلاب, والطالبات إلى مقاعد الدراسة طلبا للتحصيل العلمي, والمعرفي. أجدها فرصة للحديث عن الجانب العملي في المدارس وأقصد به المعامل, والمختبرات المدرسية, و الورش التعليمية الفعلية, ومدى تواجد المعلم والطالب داخلها . المتابع للأمر, والقريب من الساحة التعليمية معلما كان أو طالبا يدرك أن الاهتمام بهذا الجانب لم يعد يذكر, ولا أعلم السبب الحقيقي هل هو قصور من وزارة التربية والتعليم, أو المعلم, أو المدرسة, أو أن الخطط التعليمية لا تهتم بهذا الجانب, وتكتفي بوضع مختبرات ومعامل مدرسية ضمن مبانيها ومخططاتها الإنشائية, وتعيين محضري مختبرات دون تفعيل حقيقي للهدف منها . مهما كان الجانب النظري كثيفا, ودقيقا, وعالي التركيز فإنه لا يغني عن الجانب العملي التطبيقي, والذي يعتبر الأهم في الحلقة التعليمية . بل أن أكثر دول العالم تقدما أصبحت تركز على التعليم التطبيقي والبحثي. عندما يدرس الطالب في الكيمياء مثلا عن بعض المعادلات الكيميائية دون تطبيقها عمليا فإن الهدف من الدرس أصبح غائبا, و لن يتحقق, وستصبح مجرد معلومة مبهمة يحفظها الطالب فقط لإتمام اللازم حال ورود سؤالا عنها في الامتحان!. حتى على مستوى الجامعات فإن الاهتمام التطبيقي والبحثي بها دون المأمول حتى الآن . في اليابان مثلا الطالب يعتمد في نظامه التعليمي على الاعتماد على النفس, و استخراج المعلومة, والمشاركة في البحث العلمي منذ الصغر, بينما نحن نفتقر حتى على مستوى الدراسات العليا للجانب العملي البحثي . فالدولة تصرف ميزانية ضخمة على التعليم بجميع مراحله سواء في التعليم العام أو التعليم العالي, ولكن يفتقر إلى الخطط المقننة للوصول إلى جيل من الطلاب يقضون ساعات تعلمهم داخل المختبرات التعليمية والبحثية . في الوقت الحالي المعلومة النظرية لا تحتاج إلى وقت كبير فقط ضغطة زر, و تجد أمامك كم هائل من المعلومات النظرية, ولكن الجانب التطبيقي يحتاج إلى تفعيل عاجل وجاد من المسؤول. فهل إلى ذلك من سبيل !! فاصلة : لن يحدث تقدم (علمي) مشرّف دون التركيز على جيل (بحثي) يجيد أساسيات ومهارات البحث العلمي والتطبيقي. 1