أثار التسجيل في حساب المواطن والذي سجل فيه السعوديون منذ بدء انطلاقة آليات التسجيل الالكتروني جدلا واسع النطاق حول بند دخل الأسرة بالكامل والذي يحدد بعد احتساب راتب الزوج وراتب الزوجة أن كانت موظفة حيث استاء عدد كبير من المواطنين الذين اعتبروا هذا البند يمكن ان يحرمهم من الدعم الذي يقدمه الحساب للمواطن لأن الزوجة لها دخل مبينين أن دخول النساء من الرواتب الشهرية التي يتقاضينها من خلال عملهن لا تشارك به معظم الزوجات إذ انه يظل راتبها ويمكن أن تساهم ولكن ليس بإلزام لها موضحين ان هذه البند حرم رجال من الاستفادة كانت رواتبهم اقل من زوجاتهم ولا يأخذون من زوجاتهم شيئًا لإعالة الأسرة إذ إن كثير من الأسر اشترطت قبل تزويج بناتهم باستقلال دخل الزوجة أن كان لها راتب لا يأخذ الزوج منه وان يتولى كل مصاريف الأسرة والعالة الكاملة وبين عدد ممن استغربوا احتساب راتب الزوجة وكأنه دخل للأسرة أن استياءهم جاء بسبب مخاوف ان يصبح الزام الزوجة بالصرف على بيتها واسرتها في ظل ازدياد حالات التنصل من المسؤولية لدى كثير من الرجال المتزوجين بنساء عاملات وهناك قصص وحالات تزدحم بها أروقة المحاكم تعاني منها النساء من كثرة تحمل الأعباء المادية للأسرة مع الرجل بحجة أنها موظفة وأن متطلبات الحياة تلزمها بمسؤولية الصرف هذا ما قاله عبدالحميد الأسمري الذي يرى أن المرأة باتت تتحمل فوق طاقتها ودفعت ضريبة عالية الثمن أمام خروجها للعمل وهو ترك عبء المصروف المادي للأولاد والبيت عليها في ظل غياب قاعدة شرعية واضحة وهي عدم إلزام المرأة بالنفقة حتى وإن كانت غنية. ماجد عبدالغني يقول زوجتي موظفة ولا تساهم براتبها بشيء وأنا دخلي محدود فراتبي لا يتجاوز (5000) ريال واعتبر من الشرائح التي تدخل في حساب المواطن إلا أن راتب زوجتي وهي تعمل في القطاع الصحي يتجاوز(14000) ريال وبالتالي فاحتساب راتبها وراتبي كدخل للأسرة سوف يعرضني للظلم لأن دخلها لا يمثل دخل العائل المسؤول عن الصرف وأنا حقيقة لاتساهم زوجتي بأي مساهمة فيما يخص الأولاد أو البيت غير أن راتبها لها وتقوم بمسؤولية نفسها بالكامل وانا اتولى مسؤولية الأولاد والبيت ولذلك حصل عندي التباس حينما رغبت في التسجيل في حساب المواطن. سميرة عبدالرازق مديرة مدرسة تقول بقدر ما أن حساب المواطن فكرة رائعة جدًا لمحدودي الدخل لمساعدة المواطنين على الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها البلاد إلا أن اعتبار راتب الزوجة ضمن دخل الأسرة أن كان ذكره في طلبات التسجيل في الحساب ذلك فهو سيحمل المرأة العاملة ضمنيا مسؤولية أن تتولى وتشارك في الصرف وهذا لا نرفضه إلا أن هناك عددًا من المستغلين الذين سيستغلون ذلك لصالح الرجل وستخرج المرأة العاملة صفر اليدين فإن دخل الأسرة يسجله المعيل الرجل ويحتسب فيه دخل الزوجة ولايحق لها أن تسجل أن كان لها زوج حتى وان كانت موظفة فإذن المشكلة هي أن الدعم سيصل للأسرة ورب الأسرة فيما يخص الوقود وهذا أيضا يخص المرأة لان لديها سائق وسيارة تحتاجها لعملها فكيف سيكون صرف الدعم للأسرة كإجمالي ولذلك فنحن نحتاج لتوضيح أكثر إلى جانب أن إيقونة اذكر راتب الزوجة وان كانت تعمل استفز كثير من النساء أنها لا تزال محرومة لكثير من الحقوق بسبب أن لها معيلًا فعلى سبيل المثال لا يحق لنا نحن -النساء المتزوجات- أن نقدم على قرض سكني ويقدمه الزوج ويكون باسم الزوج وفي حالة الطلاق تخرج الزوجة في الشارع فلماذا يأتي حساب المواطن ليحتسب دخلها ضمن دخل الأسرة وعلى أساسه يصرف الدعم. د. سعاد الجابر تقول الرجل هو المسؤول الأول عن الصرف وتحمل أعباء الحياة وان ساهمت المرأة فهو من مبدأ المشاركة وبرضاها لا أن يحتسب إلزام تلتزم به ولذلك لماذا يطلب حساب دخل الزوجة وكأنه مساهم في رفع دخل الأسرة هذا سيولد نوع من الطمع والبحث عن الزواجات المصلحة التي تقوم على أساس المادة بعيدا عن المودة والرحمة فالرجل هو المعيل وهو من يرد له الدعم فماعلاقة الزوجة أن كانت عاملة باحتساب دخلها بل لابد يسمح لها بالتسجيل لأنها تختلف عن ربة البيت المعيلة من قبل زوجها بالكامل ولو نظرنا للشرع فهو فصل مال المرأة المتزوجة عن الحياة الزوجيية وكونها لديها مال أو كانت غنية لا يحرمها النفقة ولا يعفى زوجها من مسؤولياته المالية أمام أولاده وبيته حتى ارثها لايمنعه كونها غنية ولديها دخل وبذلك فمال الزوجة ودخلها لايحتسب كدخل للأسرة يتشاركان فيه الحياة ومسؤولياتها الدكتورة ثريا العريض ترى أن موضوع ذكر دخل الزوجة في حال رغب الزوج في التسجيل في حساب المواطن للحصول على الدعم يحتاج إلى توضيح من القائمين على المشروع ويحتاج لنقاش مفصل لفك الالتباس الحاصل لدى الكثيرين من الناس ولو نظرنا إلى الموضوع من منظور من يصرف على الأسرة وما مدى مسؤولية المرأة في الصرف فهناك اختلاف في الشرع لكن لو نظرنا إلى الموضوع إلى إننا نساء عاملات قادرات على رفع مستوى الأسرة وليس كفرض بل مشاركة ومساهمة لأنها عضو مهم في هذه الأسرة فالأمر هنا يختلف وما نطالب له هو أن تحترم المرأة في معادلة المجتمع والأسرة صعب أن نصر على عدم المشاركة ولكن بدون إلزام لها ومع ذلك فأنا أتمنى من المسؤولين فك الاشتباك والجدل حول هذا الموضوع بتحديد بنود الصرف المهمة للأسرة وليس فقط إجمالي دخل الزوجين لأن فكرة حساب المواطن نشأت لرفع بعض الصعوبات المعيشية التي تواجه أصحاب الدخل المحدود وهي نظرة مختلفة عن الدعم الشامل للكل من يستحق ومن لا يستحق ولكن هل ننظر للدعم الحالي كحق للأسرة أم للمواطن كان امرأة أم رجل وهذا مانحتاج أن يوضح في الأيام المقبلة. د. نوال الموسي رأت أن حساب المواطن حساب جيد وتفاءل الجميع باستحداثه لأنه يهدف لرفع دخل الأسرة للمستويات الثلاثة التي ذكرت ويقدم لهم دعم للتماشي مع التعديلات الاقتصادية الا أن الذي حصل جدلية كبيرة وهي تختص بدخل الاسرة واحتساب دخل الزوجة ضمنه لتحديد الدعم المستحق وهذا يمكن ان يستغل في ان تلقى المسؤولية على كاهل المرأة وهي شرعا ليست ملزمة بالانفاق لأنها من شروط القوامة وهي للمعيل الى جانب ان الزوجة العاملة تحتاج دعم في ماسيتم رفع من وقود لحاجتها للمواصلات وهذا سيظلمها اذا احتسب الدعم بناء على دخل الزوجين واعطى للزوج كمعيل ليقوم بصرفه لأن المشكلات الاجتماعية المعاصرة لاحصر لها ولاعد وليست كل الاسرة متشابه وليس كل المعيلين من الرجال سواء يحتاج الى توضيح وتحديد والسيدات لديهن الرغبة الشديدة في معرفة مسؤولية الانفاق في الشرع بعد تكبدها عناء مسؤوليات. اللحيدان: مال الزوجة حقها ولا يدخل في حساب الزوج والقوَامة من جهته أكد الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان المستشار بوزارة العدل سابقًا وعضو الجمعية العالمية للطب النفسي ان مال الزوجة حق خاص ومشروع لها ولايدخل ضمن حسابات الزوج ولايدخل في باب القوامة ولايدخل في باب الأمر والنهي، مشيرًا أن المال وسيلة وليس غاية ولأن الزواج أيضًا وسيلة وليس غاية وانما الغاية التقرب الى الله جل وعلا بالزواج. وقال في تصريح خاص ل (المدينة) منذ خمس عشرة سنة يرد علينا سؤال دائمًا في المجالس العلمية وهو إذا كانت الزوجة موظفة او معلمة او فنية او طبيبة او لديها تجارة ويدخل عليها مبالغ مالية هل يعتبر هذا ضمن حساب الزوج وهل تلزم بالمشاركة في الإنفاق على الأسرة، نفقة كاملة او جزئية او تساهم من عند ذات نفسها، والمقرر شرعًا أن الله تعالي قال (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) فالرجل هو الذي يقوم بالنفقة والعلاج والزيارة وما الى ذلك من نفقة البيت، لكن هذه المسألة تحتاج الي تفصيل فإن كان الزوج ذا دين وخلق وأمانة وعقل وراتبه ضعيف فإن الزوجة من غير إلزام يحسن بها أن تساهم في نفقة الأسرة، لأن المال وسيلة وليس غاية ولأن الزواج أيضًا وسيلة وليس غاية وانما الغاية التقرب الى الله جل وعلا بالزواج وقال الشيخ اللحيدان، ثانيًا: إذا كان الزوج معدمًا بسبب من الأسباب فإن الزوجة هنا الأولى من جهة مفهوم الموافقة ومفهوم النصوص من الكتاب والسنة فإن عليها أن تنفق بقدر الاستطاعة من غير إيجاب، وإن كان هذا يقرب من الإيجاب باستمرار الحياة الزوجية بين الزوجين، ويجب عدم تعنيفها ولا الإلزام بها، لكن هذا يقرب الى الإيجاب وهو أقوى من الأول، وأضاف اللحيدان الأمر الثالث: اذا كانت المرأة متوسطة الدخل وعندها أبوان فقيران أو عندها أقارب من ذوي الرحم فقراء ومساكين ولا يقوم عليهم إلا هي فهنا يجب أن تحسن إلى هؤلاء بالنفقة والرعاية بشرط أن لا يضر هذا ولدها ولا بيتها، ورابعًا: إذا كانت هذه الزوجة واجدة أي عندها مال وعندها دخل وعندها رصيد فالله جل وعلا قال (الصلح خير) والصلح يشمل صلح النفس والمال والأسرة والزواج والزوجة والأولاد، فمن هذا الباب أرى أن الزوجة يحسن بها ان تساهم وهو يقرب الى الإيجاب لأن المال وسيلة ولأنه يقوم على بقاء الأسرة ودوام الأسرة،والملاحظة الأخيرة كما نقل اليّ في المجلس العلمي ان بعض الأزواج يرى ان مال الزوجة جزء من حقوقه ويمنع الزوجة من التصرف في حقها فهنا نقول ان الزوج تعدى النص والفطرة والواقع،لأن المال هنا مال الزوجة خاصةً ولا يحق للزوج ان يتدخل فى مالها لأنه لا يدخل في باب القوامة ولا يدخل في باب الأمر ولا يدخل في باب النهي، وأكد الشيخ اللحيدان ان مال الزوجة حق خاص لها ولا يدخل ضمن حسابات الزوج.