النفس مفطورة على فعل الخير، إن كان لها أو كان للغير، ومع أن فعل الخير مُغري، ويجلب السعادة من حيث لا تدري، إلا أن هُناك عوائق تصدك عن فعله، منها الكسل والملل واحتقار الذات والجهل بالأولويات وغياب الطموح ودنو الهمة والتسويف والتأجيل وعدم تنظيم الوقت والانهماك في الترف والانشغال بالأمور التافهة ووسوسة الشيطان ,والنفس الأمارة بالسوء وإذا اجتزت كل هذه العوائق ,فقد صنعت الفارق وكنت من صُنّاع الخير. يقول صديقي الصالح (صالح) مُنذ أن تعلمت في المدرسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دعوةُ المرءِ مستجابةٌ لأخيهِ بظَهْرِ الغيبِ، عندَ رأسِهِ ملَكٌ يؤمِّنُ على دعائِهِ، كلَّما دعا لَهُ بخيرٍ، قالَ: آمينَ، ولَكَ بمثلهِ). وأنا مُلتزم بهذا الفعل فإذا رأيتُ بائعاً في الشارع يعرِض بضاعته البسيطة دعوتُ له بالرزق وإذا رأيتُ شيخاً ضعيفاً يُريد قطع الطريق دعوتُ ربي أن يُسخّر له من يساعده وما رأيت سيدةً تخرج من بيتها لتعول عيالها إلا وقلت يا ربي كثّر مالها وما رأيت عاملاً يكدح في الحر والبرد إلا ودعوتُ الله أن يجلب له السعّد وما رأيت طالباً يمشي على الطريق إلا وتمنيت له التوفيق وما مررت بعزاء إلا وقلت: اللهم اجبر مصابهم وما مررت بحفل زفاف إلا وقلت: اللهم تمّم أفراحهم وإذا رأيت مستشفى دعوت للمرضى بالشفاء العاجل وكلما جاء السحاب ورأيت البرق قلت: اللهم اجعل خيرها غرباً وشرقاً ولي على هذا الحال سنين أدعو بالخير والمَلَك يقول آمين,لعلّ الله تعالى استجاب لبعض دعواتي فأسّعَدَ بها الناس وأسعَدَ حياتي. يقول ابنُ عباسٍ متحدِّثاً بنعمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ: فيَّ ثلاثُ خصالٍ : ما نزل غيثٌ بأرضٍ، إلاَّ حمدتُ الله وسُررتُ بذلك، وليس لي فيها شاةٌ ولا بعيرٌ. ولا سمعتُ بقاضٍ عادلٍ، إلاَّ دعوتُ الله له، وليس عنده لي قضيَّةٌ. ولا عَرَفتُ آيةً منْ كتابِ اللهِ، إلاَّ ودِدتُ أنَّ الناس يعرفون منها ما أعرفُ. ليتنا نُحب الخير مثلما يُحبه ابن عباس وليتنا نتعلم كيف نُترجم هذا الحُب إلى أقوالٍ وأفعال ..افعل الخير ولا تنتظر جزاءهُ من أحد بل افعلهُ لوجه الله عز وجل.