على شواطئ البحر، يحلو السهر، وجدة كده.. اتحاد وأهلي وبحر، ومع حلول موعد الديربي لا يحلو السهر إلا باسترجاع ذكريات مباريات الفريقين، وبخاصة مع من حضر تلك اللقاءات، وكان شاهدًا عليها في العصور المختلفة، ومن بينهم عمد أحياء العروس.. والمدينة ومن منبرها جمعت بعضهم، العمدة طلعت غيث، والعمدة عبدالصمد، والعمدة بندر العوفي.. وتحت شعار «لا للتعصب» كانت المواجهة على طاولة المدينة لاستعادة ما كان يحدث قبل وبعد مباراة الديربي. بدأ بالحديث العمدة طلعت وقال: بدأت لاعبًا في نادي السلام، وزاملني المهندس حاتم باعشن قبل أربعة عقود، ويكشف لأول مرة أن حاتم كان يلعب في خط الوسط وصانع ألعاب، ولم يُسجَّل في كشوفات الاتحاد، الذي يعشقه لأن والده كان لديه إصرار أن يكمل ابنه تعليمه، ويتخرج مهندسًا، أما رمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله حينها فكان أفضل لاعب خط وسط وصانع ألعاب، ويلعب في منتخب الجامعة، وبعد أن سُجِّل كلاعب في الأهلي خاض أول مباراة ضدَّ الهلال البحري، المسمَّى حاليًا بنادي الربيع (جدة). الديربي قديماً وعن كيف كانت مباريات الديربي قديمًا، حكى العمد في حديث متداخل قائلين: «قبل مباراة الديربي بشهر، تدور أحاديث أهالي جدة عن المباراة، وكل مشجع يرشح فريقه للفوز أو التعادل، وكان لاعبو الفريقين يتجمَّعون، ولا نعرف التعصب بتاتًا.. التنافس الشريف 90 دقيقة داخل الملعب». وأضافوا: «كنا نجتمع في مركاز الحارة والمقاهي، والأصدقاء يذوبون فيما بينهم رغم وجود بعض التعصب داخل الحارة، ونحن نحاول قدر الإمكان نبذه، لأنَّ كلنا أبناء وطن واحد، ونقول كلمة بمناسبة مباراة الديربي: نحن أبناء وطن واحد ويجب أن نلتزم بالتشجيع المثالي في كل المباريات، حتى نعطي فكرة طيبة للعالم، الذين يشاهدوننا في القنوات الفضائية، التي تعرض مبارياتنا، ولاستكمال الصورة التي رسمها منتخبنا الوطني عندما لعب في كأس العالم وشاهده الجميع وقدم صورة حسنة عن الشعب والرياضة السعودية، نحن جماهير راقية والتشجيع المثالي صفتنا، وإذ أخطأ الحكم أيًا كان الخطأ لا ينبغي أن ينفعل الجمهور، وهنا يأتي دور رؤساء روابط جماهير الأندية بتهدئة الجماهير، والحمدلله لو عملنا مقارنة نجد أن جماهيرنا الرياضية هي الأفضل والأرقى بين جماهير الدول الأخرى». وواصل العمد قص ذكريات الديربي بقولهم: «بعد فوز الفريق بالديربي كانت جماهيره تزفّه من الملعب إلى مقر النادي، ثم يلعبون المزمار.. فرح ونشوة الفوز في مقر النادي كانت ممتعة، وكان موقع الاتحاد في البغدادية وموقع الأهلي في الكندرة وملاعبهم ترابية وطبعًا المباريات كانت تقام آنذاك بعد صلاة العصر، ومن لا يستطيع مشاهدة المباراة تجده بعد صلاة المغرب في القهوة يسمع التحليل من الجماهير التي حضرتها». وأوضح العمد أن عائلات جدة قدمت لاعبين مميزين وأشقاء لعبوا للناديين، أمثال غازي كيال في الاتحاد وطارق كيال في الأهلي، وعادل رواس في الأهلي وشقيقه علاء في الاتحاد، كما أن المدرب الوطني كان له وجود في الديربي أمثال غنيمة الحربي وأبوغنم في الاتحاد، وأحمد اليافعي ودابو ويوسف عنبر في الأهلي. الديربي حديثًا وأشار العمد إلى الاختلافات، التي طرأت على الديربي في العصر الحديث بالقول: «الآن تطور كل شيء، الملاعب المزروعة والمضاءة ليلًا، والنقل التلفزيوني، والإعادة بالبطيء، والبرامج التحليلية والتغطيات الإعلامية الواسعة وأصبح كل شيء متاحًا للجميع». التوقّعات وعن توقعاتهم لمباراة الليلة قالوا: «الفريق الأفضل والذي يلعب بهدوء وتركيز ويتمكّن من استغلال نقاط ضعف الفريق الآخر سيفوز، ونتوقع مباراة جميلة تعيد لنا روعة زمان، وأجمل مباريات الديربي كانت التي انتهت بالتعادل 4-4 لكل فريق، ونتمنى الليلة أن نشاهد مباراة تليق بسمعة الفريقين العريقين». وختم عمد أحياء مدينة جدة بقولهم: «الوعي لدى جماهير الفريقين ارتفع، والثقافة الرياضية زادت، والحمدلله جماهيرنا الرياضية تختلف عن بعض جماهير الدول الأخرى.. بعد المباراة نجد الجميع التزم بالهدوء، وهذا الذي نتمنى استمراره في ملاعبنا، والكرة غالب ومغلوب، الفائز يبتسم والمهزوم يبارك للفائز»، وعن أشهر من سجل في الديربي، اختاروا سعيد غراب وعبدالله صالح وحسين هارون من الاتحاد، ومن الأهلي عمر راجخان وغازي ناصر وسليمان مطر من الأهلي أيام ملعب الصبان.