نعى الناعي وفاة الأمير الجليل محمد الفيصل، فغمر الحزن محبيه ومعارفه، وهو لا يغلو على ربه. لقد كان انسانًا فاضلا كريمًا ودودًا ومحبًا للخير، وحريصًا على البر والتقى، ولا نزكيه على خالقه، ولكن أُمرنا أن نذكر محاسن موتانا. لقد كان رحمه الله شامخًا في تواضعه، أبيًا في تعامله، وحريصًا في تودّده، فضرب بسيرته العطرة مثلا في التعامل مع الناس، كلّ الناس، وشهد على ذلك كلّ من تعامل معه، أو أقترب منه، فأحبّوه وقدّروا حسن تعامله معهم، وأشادوا بخلقه وطيب معشره، فقدّروا تواضعه، فنال محبتهم، فرفعوا أكفّ الضراعة إلى الله أن يغمره برحمته، ويدخله جنته، ويتولاّه بعنايته. إنّ فقْد الرجال الطيبين المحتسبين البارين أمر ليس بهيّن ولا يسير، وفقد الرجال الصادقين مع ربهم والمخلصين له أمر جلل. نحن لا نزكي الأمير محمد الفيصل على ربه، ولكن نشيد بصفاته المعروفة للبشر، والتي أشتهر بها بين الناس، فقد كان مثالاً للتواضع، ومثلاً للبر، وأنموذجًا للتقوى، ونحسبه كذلك، والله أعلم به. نسأل الله الرحمة والغفران لك أيها الأمير الجليل، ونسأله أن يتولاّك بلطفه، ويدخلك جنته، وهو نعم المولى ونعم الوكيل.