استعادت مدينة أبها ذاكرتها مع الإبداع الفني، بمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربيَّة 2017، حيث ظهر وسم #أبها_أغنية_نجوم_الفن على مواقع التواصل الاجتماعي، مستعرضًا تاريخًا حافلاً من الروائع الغنائيَّة التي تغزَّلت بالمدينة وجمالها، إذ كتبها وغنَّاها كبار الشعراء والمطربين، في إشارة لجدارتها باللقب الكبير. وجاء في مقدمة تلك الأغاني «يا عروس الربى» التي صاغ كلماتها الشاعر الراحل الدكتور غازي القصيبي، وغنَّاها محمد عبده، و»شفت أبها» من كلمات أحمد رجب، وغناء الراحل صوت الأرض طلال مداح، و»روحى هوى السودة» التي كتب كلماتها مهندس الكلمة بدر بن عبدالمحسن، وغنَّاها أخطبوط العود عبادي الجوهر. وعاد محمد عبده للتغنِّي بأبها مرتين سابقتين، الأولى «يا سحايب سراة أبها» من كلمات دايم السيف سمو الأمير خالد الفيصل، و»الهوى جنوبي» من كلمات نجديَّة، كما عاد أخطبوط العود عبادي الجوهر للبوح بعلاقة العشق بينه وبين أبها في «بين أبها وبيني». ولَم يكن التغنِّي بعاصمة السياحة العربيَّة حكرًا على الفنانين السعوديين؛ بل تجاوز إلى عملاقة الفن على مستوى الوطن العربي، ويأتي في مقدمته الفنان اليمني محمد مرشد ناجي في رائعة «يا أبها إنتي وأنا»، والفنان اليمني فيصل علوي «جميلة إنتي يا أبها جميلة». ويعلِّق أستاذ اللغة العربيَّة وكيل كلية العلوم الإنسانيَّة للتطوير والجودة بجامعة الملك خالد، خالد أبوحكمة حول عودة ذاكرة الفن الأصيل لأبها بقوله: «إنَّ أبها هي من أسست مفهوم العمل السياحي على مستوى الوطن العربيّ برمَّته، وسبقت الجميع، حتَّى أن ولي العهد الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أسس هيئة السياحة والتراث الوطني لدى حضوره لإحدى المناسبات في أبها، فهي مزجت ما بين مقومات الطبيعة والتراث والآثار، وكذلك الفعاليَّات التي كان في مقدمتها ما أقيم بقرية المفتاحة سواء على مسرحها العملاق، ومرافقها الفنية المتعددة ما سلط الأنظار عليها وجعلها محط أنظار العالم العربي، واستفادت عدة وجهات سياحية منها». مشيرًا إلى أن تلك الأغاني عالقة في أذهان الكثيرين وتحرك عواطفهم لعاصمة السياحة العربيَّة.