ختم معرض جدة الدولي للكتاب مساء أمس أنشطته الثقافية المصاحبة حيث قدمت إدارة تعليم جدة مسرحية «رتوش» من تأليف عبدالرحمن الزهراني وإخراج عبدالله اليامي، التي تناقش أمورا تربوية مختلفة بين النشء من طلاب مراحل التعليم المختلفة. فيما قدمت جامعة الملك عبدالعزيز العرض الثاني لمسرحية «المعطف» من تأليف أمير الحسناوي وإخراج أحمد الصمان وتمثيل محمد الصليمي. وأسدلت «تجارب المبدعين» الستار على البرنامج الثقافي بمشاركة الناقدين طاهر الزهراني والدكتورة خلود الحارثي، مقدمة نماذج من الأسماء الإبداعية الفعالة في مجال الشعر والرواية وطرح أهم المحطات والمنعطفات في هذه التجارب من سيرة ذاتية سريعة ومركزة ودقيقة.وكانت الفعاليات ق د شهدت أمس الأول ندوتين، جاءت الأولى بعنوان «الكتاب بين الفسح والتسويق»، شارك فيها الناشر عبدالرحيم الأحمدي، وعبدالله الغبين صاحب دار أثر، فيما أدارها الإعلامي هاشم الجحدلي.. في البداية تحدث الأحمدي عن مراحل إنتاج الكتاب، وعلاقة الموزع بالكتاب، معتبرًا أن بعض الناشرين يستغلون المؤلفين، متمنيًا أن ينتشر الكتاب بدعم الدولة ليصل إلى الجميع في المؤسسات المدنية والحكومية. كما تحدث عن جمعية الناشرين ودروها في تسهيل عمليتي الطباعة والنشر، متمنيًا من وزارة الثقافة والإعلام أن تلتفت إلى الناشرين باحتوائهم ومساعدتهم على تعويض خسارتهم في معارض الكتب الدولية. أما الغبين فأوضح أن تجربته السيئة مع دور نشر هي من قادته لخوض مضمار إصدار نشر خاصة به، لافتًا إلى أن هناك قلة وعي لدى الناشرين في إصدار الكتب وطبيعة توزيعها وذكر أن دور المحرر الأدبي في دور النشر يفتقد عربيًا إلا نادرًا. وشهدت الندوة مداخلات عدة أثرت النقاش حول المحاور المطروحة. محاربة الإرهاب أما الندوة الأخرى فجاءت تحت عنوان «دور المملكة في محاربة الإرهاب»، بمشاركة اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، والدكتور سعود المصيبيح، والكاتب محمد الساعد، والدكتور عبدالسلام الوايل، أستاذ علم الاجتماع، وأدار الندوة الدكتور سحمي الهاجري، حيث ابتدر الحديث اللواء التركي مستعرضًا الجهود التي قامت بها المملكة في محاربة الإرهاب منذ عام 1425 - 1426ه وبلغت ذورتها عامي 1437 - 1438ه، مؤكدًا كذلك أن دور المملكة امتد أيضًا للمساهمة في الدعم الدولي لمكافحة الإرهاب وخصوصًا في مواجهة داعش والقاعدة. فيما تحدث الدكتور المصيبيح عن الوحدة الوطنية التي بدأها الملك المؤسس -طيب الله ثراه- ثم تحدث عن رجل الأمن الأول المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، مشيرًا إلى أن سموه كان أول من حارب هذه الجماعات الضالة الإرهابية وقضى عليها، مبيِّنًا أن المملكة مستهدفة ولم تزل لأن لها دورًا دينيًا وقياديًا في المنطقة والعالم وطالب المجتمع من خلال الأسر والتعليم ومناهجها بالحديث عن القضايا الوطنية وزرعها في نفوس الطلاب، مقترحًا أن يدرس الطلاب منهج الفقة المختلف في المدارس وتدريس الثقافة الإعلامية بدءًا من سن مبكرة ليعي ما يسمعه ويشاهده في قنوات التواصل الاجتماعي ويحلله ويفسره لكيلا يكونوا أداة هدم وإرهاب على وطنه. ونوّه عبدالسلام إلى ضرورة الوعي بمخططات الفئة الضالة وانعكاسها في نفوس هؤلاء الصغار وبالتالي اختطافهم، مقترحًا بتدريس الفقه الناضج لأبنائنا لنعزز في الناشئة حب الوطن وعدم اختطافهم.واعتبر «الساعد» أن انهيار القيم في نفوس الناشئة يعد من أهم الأسباب التي تجعلهم فريسة سهلة لاعتناق الفكر الضال، مشددًا على جهود رجال الأمن في القضاء على المخططات الإرهابية داخليًا ومطاردتها وملاحقتها خارجيًا. وفي ردهم على المداخلات العديدة، نفى اللواء التركي فشل مشروع المناصحة، مذكرًا بأن المناصح يدرس كل الفنون والآداب الدينية والأدبية والفلسفية وبعض الورش في إدارة الوقت. في حين طالب الدكتور المصيبيح بإنشاء هيئة عليا لمكافحة الإرهاب، مقترحًا زيارة الأماكن التي استهدفها الإرهاب ليرى النشء هذا القتل وخطر هذه الجماعات الإرهابية على المواطن والوطن.