صادفت الذكرى الرابعة والثمانون، يوم الثلاثاء الثامن والعشرون من شهر ذي القعدة من عام 1435ه الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر من عام 2014م. وفي هذه المناسبة لا يستطيع المواطن إلا أن يتذكر ويفتخر بهذه البلاد الطيبة التي ينتمي إليها، ونعمة الله عليه أن سخر له من يعيد بناء الدولة ويوحد الصفوف ويجمع الشتات تحت راية التوحيد «لا إله إلا الله محمداً رسول الله» لقد جعل مؤسس هذه البلاد الطيبة المغفور له الملك عبدالعزيز، المواطن محور اهتمامه ومرتكزاً أساسياً للتنمية، ومن خلال هذا المبدأ قامت الدولة وازدهرت ونمت وعم الرخاء جميع أرجاء البلاد، بل وتجاوزت خيراتها لكل بلدان المسلمين. لقد امتد الاهتمام بالمواطن الكريم طيلة فترات حكم أبناء المؤسس، وصولاً إلى قائد النهضة والحضارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. إن من أهم أسباب دوام نعمة الأمن والأمان على هذه البلاد، هو أنها جعلت الشريعة الإسلامية دستورها ومنطلق قيمها ومبادئها، وما تمليه هذه الشريعة من عدل وإحسان وتعاون على الخير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر. ولا يخفى على الجميع ما تمر به الأمة الإسلامية من تشتت وحروب مدمرة وثورات مزعومة جلبت الخراب والدمار وشردت الناس. وبناءً عليه، فإن من نعم الله تعالى على خلقه أن ضرب لهم مثلاً، فيتمعنون فيه، ويعملون بحسناته ويتجنبون سلبياته. إن وحدتنا، وأمننا، وكلمتنا، تتعرض لسيل كبير من الأحقاد السقيمة، من ذوي العقول الملوثة والشامتين الحاسدين لما نعيشه من أمن وأمان واستقرار، فأعداؤنا قريبين كانوا أم بعيدين، لا ينقضي ليلهم إلا وأعدوا العدة لغدر المساء، ولا ينجلي الظلام وإلا وقد بيتوا النية لمكر النهار. فالواجب علينا جميعاً أن ندرك حجم الخطر المحيط بنا من كل جانب، وأن نعد العدة لصد أي عدو حاقد. ولا يأتي إدراك مثل هذه الأمور، إلا من خلال الوعي، والعلم، وتمييز الخبيث من الطيب، والصديق من العدو. إن أعداء الأمة والبلاد، يتمثلون في صور كثيرة، منها القريب والبعيد، فمن خلال وسائل الإعلام المقروءة، تسن الحروف التي يُراد بها خير وباطنها مكر سوء وتأليب، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول الجميع، وكانت أداةً يسيرة في يد الحاقدين وأعداء البلاد، ينشر من خلالها كل أمر يراد به تشتيت الكلمة وخرق صف الوحدة وتمزيق اللحمة الوطنية. فكم من كلمة كتبت، فتبعتها آلاف مؤلفة ظناً منهم أنها تقودهم إلى حق، ولم يع هؤلاء أنها تقودهم إلى الخروج على ولي الأمر، تحت مزاعم كثيرة، باطلة، ضالة، وكم كاتباً سمته الصلاح والخير، وفي كتاباته ما يسيء إلى البلد وأهله. والأمثلة كثيرة والشواهد متتابعة. «ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين» حفظ الله بلادنا وقادتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين، وولي ولي العهد من كل سوء ومكروه، وأدام لهذه البلاد الخير والأمن والاستقرار. عضو مجلس الشورى