لؤلؤة مواطنة طرقت بابي وقالت: قدمي تجربتي عبر زاويتك إلى معالي الرئيس العام لتعليم البنات لينظر في أمري!! ولأمانة القلم ومصداقية رسالة الكتابة الصحفية أحاول جاهدة ان أعرفكم بنموذج امرأة مكافحة مناضلة معطاءة متدفقة النشاط شديدة الحماس مثقفة ومطلعة فتقول لؤلؤة: إني عشت طفولتي في قرية نائية في منطقة القصيم ولا يوجد في هذه القرية مدارس للبنات فكان التعلّم من نصيب البنين فقط ثم انتقلنا الى مدينة البكيرية وأنا في الثالثة عشرة من عمري ولم تكن حياتي آنذاك مرفهة فقد عانيت ضيق العيش كما عاناه ذوي في تكبد أسباب الحياة وبذلك لم أرفه ولم أمتع. ولي 6 أخوان وجميعهم حالياً جامعيون ولله الحمد وأخت تزوجت وانشغلت في حياتها أما أنا فلي قصة كفاح طويلة تبدأ بمحبتي للعلم الذي حرمت منه في التعليم الابتدائي فأنا لا أعرف اي شيء عن المرحلة الابتدائية كما هو الحال مع قريناتي في السن وكنت أكرر ما يكرره اخوتي وأردد ما يرددونه وكان خالي يساعدني وأحسست بالمنافسة في داخلي وأنا أرى اخوتي الاصغر مني سناً يتقدمونني في التعليم بينما أنا مكانك قف أتأمل ما يضيع مني حتى كان انتقال أسرتي الى البكيرية وهناك أردت ان أتعلم كإخوتي فبدأت التعليم في محو الأمية وعمري 14 سنة وأنهيتها في 3 سنوات وبعدها التحقت بالمرحلة المتوسطة ولا أخفيكم إحساسي الذي ارتبط باندهاشي وانبهاري للفارق كوني دارسة في محو أمية وتلميذة في مدارس التعليم العام وناضلت حتى حصلت على شهادة الثانوية العامة بنسبة 82% ولم أتوقف، بل التحقت بالكلية ودرست في تخصص يسمونه غلطة تخطيط وهو قسم المكتبات واستطعت تحقيق ذاتي في الحصول على مؤهل بكالوريوس بنسبة 80% وبعد التخرج أحسست بقيمة كفاحي ونضالي من محو الأمية إلى زوجة وأم لطفلة وصاحبة مؤهل أكاديمي!! ان لدي الشغف العميق في حب القراءة والاطلاع وبناء شخصيتي وتوجيهها لخدمة وطني الذي استحق جائزة في مكافحة محو الأمية وأنا مواطنة نموذج حصاد لما زرع في أرض محو الأمية أنا نموذج لهذا العطاء وأعاني حالياً من فراغ وحاجة ماسة الى مكافأة صبري الذي يقف عند ابواب الانتظار لما هو آت وهذه الأبواب مؤصدة أمام طموحاتي التي تمتد من تلك القرية النائية وكفاح مر مضاعف في رغبتي التي كان تزاحم اخواني في تعلم القراءة والكتابة قبل الدخول للمدرسة والالتحاق بمحو الأمية. من تجربتي هذه,, ألا أستحق مراعاة خاصة بخصوصية كفاحي وفي حدود امكانياتي ومقابل الجهد الذي عانيته وأنا أتعلم بين سيدات كبيرات في السن حتى وصولي الى أدراج الكلية والتخرّج منها وأعلم بأن معالي الرئيس العام لتعليم البنات سينظر إلى طلبي,, واني انتظر!! ملاحظة/ الكاتبة تحتفظ بالاسم والعنوان.