رغم كونها فلاحة تعاني الفقر المدقع الذي منعها من تعلم القراءة والكتابة، إلا أن الجزائرية عائشة محيي الدين دخلت أقسام محو الأمية بعد بلوغها السبعين من العمر، ونجحت في أن تخط بيديها 5 مصاحف، وتحلم بحفظ كتاب الله. روت عائشة قصتها مع محو الأمية قائلة إن الأحرف بالنسبة لها كانت طلاسم وألغازا، غير أن قوة خفية في داخلها كانت تدفعها إلى الأمام، فلم تمض السنة الأولى حتى تعلمت الأحرف والكتابة، وفي عامها الثاني أبدعت في قراءة المصحف فقررت العزم في العام الثالث على أن تخط آياته البينات بأناملها وفعلت. وتحكي الحاجة عائشة التي شاركت في الثورة الجزائرية أنه بعد انقضاء 56 عاما من عمرها «قررت أن أضع حدا لأميتي، كنت فلاحة وأجبرني الجوع والبحث عن قوت العيش على العمل لتربية أبنائي حتى عملت موظفة في المقابر، ودعوت الله يوما وأنا أنظر إلى أحد القبور: يا رب كبرت ولا أريد أن أموت دون أن أعرف الكتابة أو القراءة». وتضيف: دهشت في اليوم التالي عندما قدمت موظفة في مسجد قريب كانت تبحث عن كبيرات لإدخالهن أقسام محو الأمية، فأردت أن أغير من حياتي بعد أن أحسست أن الله استجاب لدعائي، فكان مسجد الكوثر، دخلت وأنا كلي أمل بأن أتعلم القراءة دون الكتابة كغيري من كبيرات السن، فبدأت أتعلم القراءة، مر زمن وأصبحت أتوق لتعلم الكتابة، وبدأت فعلا أتعلم الكتابة إلى أن أتقنتها.