تزايدت أعداد سيارات الأجرة والليموزين التي تجوب شوارع مدينة الرياض وأصبحت تشكل لدى البعض ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، وفي الوقت نفسه عبّر عدد من هؤلاء الزبائن عن عدم الرضا بالتعرفة الحالية ناهيك عن استغلال بعض سائقي الليموزينات للراكب الذي يجهل الطرق بحيث انهم لا يسلكون الطريق المباشر وذلك لكي يحتسب عداد سيارة الأجرة تلك المسافة وبالتالي تتضاعف الأجرة,. الجزيرة التقت بعدد من سائقي الليموزينات والمواطنين للتعرف على أسلوب وطريقة دفع الأجرة بعد توصيل الراكب للمشوار وذلك من خلال التحقيق التالي,. في البداية تحدث لنا سائق ليموزين دوزمين فقال: انني أعمل في هذا المجال من ثمان سنوات والتعرفة الحالية لسيارات الأجرة ممتازة جدا في حالة الالتزام بها موضحا ان فتح العداد للراكب 5 ريالات وأجرة الكيلو 1,60 ريال وكل دقيقة انتظار ب70 هللة. واستطرد قائلا: وعن مدى رضا المستفيدين من خدمات سيارة الأجرة بهذه التعرفة فإنه منذ ان عملت في هذا المجال لاحظت ان الزبائن السعوديين والمقيمين العرب يفضلون التفاهم في السعر على أجرة المشوار بدلا من الرجوع للعداد، أما الأجانب من الدول الأخرى فهؤلاء لا يفاصلون ويقيم حساب أجرة المشوار الواحد بالعداد. وبسؤال هل هناك فرق بين أجرة المشوار الواحد باستخدام العداد وبدونه قال دوموزين: انه بدون العداد يكون الايجار اقل بكثير من استخدام العداد قد تصل في بعض الأحيان الى 25 ريالا. رفض لأجرة العداد كما التقينا بالسائق ميرعالم خان الذي يعمل منذ 13 سنة في هذا المجال فقال: ان المواطنين السعوديين يرفضون الاتفاق على اجرة المشوار بالعداد ويتم الاتفاق بالمبلغ مباشرة، وأما عن الفئات التي يستخدم معهم العداد فأضاف قائلا: ان هناك بعض المسافرين القادمين لمدينة الرياض لأول مرة من القرى والمناطق الأخرى وكذلك بعض الأجانب وبعض النساء والأطفال الصغار، علما ان هناك بعض المشكلات التي يسببها عدم الالتزام بالتعرفة النظامية ففي بعض الأيام نتعرض للخسارة فأنا مطالب يوميا ان ادفع 140 ريالا للشركة و40 ريالا للوقود وتصل الخسارة في بعض الأيام الى 40 ريالا, وأكد مير عالم على ان العداد به مكسب جيد لو تم الالتزام به ولكن نظرا لكثرة سيارات الأجرة لا يلتزم به إلا القليل لأن الراكب إذا قلت له ادفع الأجرة حسب العداد تركك ولجأ الى ايقاف سيارة أخرى. ويواصل ميرخان حديثه مشيرا الى المشكلات التي قد تحدث من بعض الزبائن فقال: ذات يوم ركب معي أحد الأشخاص ولم يتفق معي بل أمرني بتوصيله الى أسواق بن دايل وعندما وصلنا وسألني كم يدفع وقلت له 50 ريالا فرفض وتخاصمنا حتى اجتمع الناس حولنا وانهوا المشكلة بدفع 30 ريالا فقط. الأجرة بالاتفاق كما تحدث أبوعبدالله صاحب ليموزين فقال: يفترض ان لا يوجد تعرفة محددة ويترك الأمر كما كنا سابقا قبل عدة سنوات حيث نقدر اجرة المشوار او يتم الاتفاق عليها مع الراكب علما ان الكثير من النساء لا يفاصلن في السعر ونستخدم معهن العداد ويدفعن لنا ما نقوله. يركب الليموزينات يومياً أما المقيم السوداني جلال الدين حسن أحمد فقال: انا من المستفيدين من خدمات سيارات الأجرة فبحكم عملي ولعدم وجود سيارة خاصة فأنا يوميا احضر إلى عملي وأعود للمنزل في سيارة الأجرة، وأردف قائلا: وفي جميع الأيام أتفق مع السائق بالاجرة وليس بالعداد وذلك انه لو تم الاتفاق بالعداد لدفعت يوميا 20 ريالا منها 10 ريالات لفتح العداد, وطالب جلال احمد باعادة النظر في التعرفة حتى تخدم الجميع صاحب سيارة الليموزين والركاب المستفيدون. العداد أفضل ويرى المواطن ماجد المبارك ان التعرفة معقولة والأجرة التي يأخذها سائق الليموزين مناسبة فالبعض منهم مجبر بدفع ما بين 150 200 ريال للشركة يوميا وقد لا يبقى له الا القليل. وقال: لذا فإن الالتزام بالعداد والتعرفة أفضل وأنسب فالسيارة والسائق والوقود لابد ان نضع ذلك في الاعتبار عند مناقشتنا لهذا الموضوع. التعرفة غير مناسبة وأضاف عسكر سلطان الميموني ان التعرفة مبالغ فيها، كما ألاحظ وشبيهة بتعرفة الجوال 1,60 في الدقيقة، وقال: ان الذين تطبق عليهم التعرفة هم سكان خارج الرياض وكذلك بعض النساء ويفضل لو ان التعرفة خفضت قليلا بحيث تصبح للكيلومتر الواحد وبدون الخمسة ريال عند فتح العداد لكان ذلك أنسب، مشيرا الى ان هناك بعض السائقين من يستغل القادمين من خارج مدينة الرياض لأول مرة والذين لا يعرفون الأماكن والطرق العامة والفرعية فيتعمدون الذهاب مع الشوارع البعيدة حتى تكون المسافة أطول وبالتالي تزيد الأجرة المدفوعة لهم ومن أمثلة ذلك ان احد الأقارب كان قادما من جدة ودفع اجرة لليموزين من المطار الى حي الصحافة 70 ريالا والمفروض ان يدفع 30 ريالا لأنه سلك طرقا بعيدة ومن هنا فالاتفاق أفضل من العداد، ويتفق معه الشاب سلطان المقحم حيث قال: ان التعرفة الحالية غير مناسبة ويقترح إعادة النظر فيها. تخدم أصحاب الشركات ويقول تركي الفالح: ان التعرفة الحالية مرتفعة وهي لصالح أصحاب الشركات ويقترح ان يكون فتح العداد ريالا او ريالين واجرة الكيلومتر 80 هلله، كما ادعو الى سعودة سيارات الأجرة وفتح المجال للشباب الراغبين في العمل. وأردف الفالح قائلا: ان الكثير من المستفيدين من خدمات سيارات الاجرة يفضلون الاتفاق على الاجرة مسبقا دون الخضوع للعداد. نحتاج لدراسة ميدانية بينما أشار الدكتور محمد بن سعد الدوسري من جامعة الملك سعود الى اهمية اجراء دراسة شاملة لإعادة النظر في تعرفة اجور سيارات الأجرة وذلك بمحاولة أخذ رأي الأشخاص الذين لهم مدة طويلة يعملون في هذا المجال، وكذلك معرفة رأي الذين يستفيدون من خدمات هذه السيارات باستمرار وقال: لأن الدراسة الميدانية سيكون لها أثر كبير في تحديد الأجور ومعرفة رأي الناس وموقفهم من التعرفة كذلك يمكن عمل استفتاءات عن هذا الموضوع. ويواصل د, الدوسري حديثه قائلا: ان التعرفة الخاصة بفتح العداد غير مناسبة فمثلا لو ارادت امرأة كبيرة في السن ان تركب مع سيارة الاجرة لكي تعبر شارعا لمسافة قصيرة فبالتأكيد ستدفع اكثر من خمسة ريال رغم انه بالاتفاق قد لا يتجاوز ريالين. أضيف إلى ذلك انه لابد ان نضع في الاعتبار عند دفع التعرفة مجموعة من العوامل كالمسافة ومصلحة صاحب السيارة والمستفيد.