هل سأل أحدنا نفسه هذا السؤال؟، ألا يستحق هذا الوطن أن نفكر لدقائق ونراجع أنفسنا مرة واحدة كل عام عن ماذا قدم كل منا لوطنه؟، ماذا قدم المسؤول لتطوير عمله والرقي بادارته وتحسين خدماته؟ وماذا قدم الطبيب في مجال عنايته بمرضاه؟ وماذا قدم التاجر لخدمة مواطنيه؟ وماذا وماذا وماذا؟؟ نعم، فإن من حق الوطن علينا جميعا بمناسبة اليوم الوطني أن نسأل أنفسنا هذا السؤال ونراجع ما قدمناه في العام الماضي، سعيا لخير هذا الوطن وخدمة أبنائه. واليوم الوطني للدول هو مجرد يوم لا يختلف عن أيام السنة الأخرى، لكنه ارتبط بموعد اعلان الدولة أو توحيدها أو حصولها على استقلالها، لذلك أصبح لهذا اليوم قيمة حسية ومعنوية في حياة تلك الشعوب، ونرى الكثير من الدول تعبر عن مشاعرها تجاه يومها الوطني بمظاهر احتفالية فقط دون أن يكون له تاثير معنوي على حياة الفرد وتطوير النفس بما يخدم الوطن ويسعد أبناءه, ونحمد الله بأننا قد ابتعدنا عن المظاهر الاحتفالية، التي لا تخدم اليوم الوطني ولا تعبر عن معانيه ومضامينه الحقيقية. إذ يجب أن نستثمر هذا الزائر السنوي من أجل محاسبة النفس ومعالجة الأخطاء والبدء بسنة جديدة حافلة بالجد والاخلاص وخدمة الوطن، هكذا يجب أن ينظر كل واحد منا لليوم الوطني، وكل يوم وطني وأنتم بخير وسلام. * نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض