إن البقاء لله وحده وإن الموت سبيل كل حي مهما امتد به العمر وطال به الأجل ذلك الموت هادم اللذات ومفرق الاحباب والجماعات كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول ومازالت الامة الاسلامية تفجعها اقدار الله تعالى على مدار الدهور والاعوام وذلك بفقد عالم من علمائها ممن كرس حياته لخدمة الدين والوطن وليس للامتين العربية والإسلامية إلا الصبر والسلوان على اقدار الله دع الأيام تفعل ماتشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ولاتجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولاسماء ولقد فجعت الامة الإسلامية في الايام الماضية بوفاة علامة الجزيرة العربية الشيخ/ حمد الجاسر يرحمه الله عالم كرس حياته لخدمة الدين والوطن باحثاً عن العلم والثقافة والادب فكان يرحمه الله مصدراً علمياً وثقافياً في كثير من التخصصات والميادين وله اياد بيضاء في التأليف الجغرافي والتاريخي واللغوي والادبي وكان له جهود طيبة في التعليم والصحافة واسهامات عظيمة في اداء المجامع اللغوية العربية باللغة العربية الاصيلة لغة الضاد التي بحث عنها وحفظها في المعاجم العربية سقى الله في بطن الجزيرة اعظما يعز عليها أن تلين قناتي حفظن ودادي في البلى وحفظته لهن بقلب دائم الحسرات وفاخرت اهل الغرب والشرق مطرق حياء بتلك الاعظم النخرات فكان يرحمه الله دائرة معارف واسعة وموسوعة نهل منها كثير من العلماء والادباء والمفكرين حتى ارتوت العقول موسوعة تعجز العقول بخيالاتها الواسعة ان تفي العلامة حقه وتصبح الالسن الفصيحة مكمماً امام ثقافته الواسعة ومناقبه الكثيرة ويجف مداد الاقلام في ذكر ماخلفه من تراث عظيم للوطن وعلم نافع للمسلمين وان وارى الثرى جسده فستبقى ذكراه الطيبة حية في قلوب الامة الاسلامية.