أنهى سائقو الشاحنات البلجيكون المحتجون على ارتفاع ضرائب أسعار الوقود، معظم حصارهم على الطرق صباح أمس الجمعة في أعقاب دعوات من المنظمات المهنية التابعين لها. وجاءت هذه الخطوة في أعقاب توقيع اثنتين من منظمات سائقي الشاحنات على اتفاقية أمس الأول مع حكومة رئيس الوزراء الليبرالي جي فيهوفشتاد تنص على خفض التأمين والضرائب المفروضة على العربات, ورفضت منظمة ثالثة هذا الاتفاق غير انها وعلى الرغم من ذلك دعت أعضاءها الى انهاء الحصار. إلا ان الحكومة دأبت على رفض مطالبات عمال النقل بتخفيض أسعار الوقود، وكان الحصار قد أدى الى ازمات مرورية كبيرة في كافة انحاء البلاد أمس الأول ونفدت المواد الضرورية من العديد من الشركات والمصانع في أعقاب خمسة أيام من انقطاع عمليات التسليم المعتادة. وفي روما استجابت الحكومة الإيطالية أمس الجمعة لمطالب سائقي الشاحنات بتخفيض جديد لضرائب أسعار الوقود تفاديا للاحتجاجات وحصار مصافي النفط التي شلت بلدانا أوروبية أخرى. ووقع وزير النقل الإيطالي بييرلويجي بيرساني وممثلو اتحادات سائقي الشاحنات اتفاقا صباح أمس يمنح سائقي الشاحنات تخفيضا جديدا على أسعار الوقود ويسهل الحصول على تنزيلات اخرى على التخفيض المطبق بالفعل. وقال بيان ان بيرساني تعهد بتبسيط اجراءات حصول سائقي الشاحنات على تنزيلات لضرائب الوقود تمت الموافقة عليها بالفعل في يونيو/حزيران الماضي. كما وافق أيضا على تخفيض آخر قدره 120 ليرة إيطالية 0,053 دولار على كل لتر من وقود الديزل بالنسبة للشاحنات التي تزيد حمولتها على 3,5 أطنان، ويطبق التخفيض الجديد بأثر رجعي اعتبارا من أول سبتمبر/ايلول وسيستمر حتى نهاية العام. وفي باريس ذكرت صحيفة لو باريسيان أمس الجمعة ان رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان يستعد بخفض في الضرائب المفروضة على الوقود لتجنب تكرار حصار مستودعات النفط ومصافيه الذي استمر ستة أيام مما اصاب البلاد بالشلل الأسبوع الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي رفض ذكر اسمه: عليه ان يفعل شيئا بسرعة لتجنب اندلاع الصراع مجددا في فرنسا . فضلا عن ذلك تسبب الاضراب والموقف المتشدد لجوسبان حياله، في الإضرار بشدة بشعبية رئيس الوزراء. ومن بين الاجراءات التي يدرس جوسبان اتخاذها حسب قول الصحيفة خفض تناسبي في ضريبة المنتجات البترولية الداخلية في الوقت الذي يواصل سعر الوقود ارتفاعه. وفي هولندا، وضع حوالي 15 حاجزا في الطرقات على هامش حركة اطلقتها المنظمات النقابية للنقل البري احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات مما اسفر عن تعطيل حركة السير في العديد من الطرقات الرئيسية في البلاد. وقال ناطق باسم مركز الإعلام عن حركة السير الهولندي لوكالة فرانس برس وضع حتى الآن 15 حاجزا، كل نقاط الدخول والخروج من اوتريشت وسط سدت فضلا عن العديد من الطرقات الرئيسية في شمال وغرب البلاد، الأمر الذي خلق ازدحاما خانقا يمتد على عشرات الكيلومترات . واعربت نقابات النقل البري الهولندية التي دعت الى تظاهرة وطنية في لاهاي امس الجمعة عن معارضتها نصب الحواجز داعية سائقي الشاحنات الى ازالتها احتراما لقواعد التحرك الذي تنظمه. وقد انتقل عدد من الاحتجاجات إلى إسبانيا وايرلندا، ففي برشلونة نظمت قوافل من سائقي الشاحنات والمزارعين الإسبان امس الجمعة أول احتجاجات للمطالبة بخفض الضرائب المفروضة على الوقود منضمين بذلك الى موجة من المظاهرات التي تعم أوروبا. ووحد عمال النقل صفوفهم مع المحتجين لابطاء حركة المرور في الطريق الدائري الرئيسي حول برشلونة ثاني أكبر مدن إسبانيا وتعتزم جماعات المزارعين تنظيم احتجاجات مماثلة في ميريدا. ويعتزم المحتجون القيام بتحركات مماثلة في مكان انعقاد اجتماع القمة الإسباني الألماني في مطلع الأسبوع المقبل في مدينة سيجوفيا في وسط إسبانيا. ونزل المحتجون الى الشوارع في إسبانيا بعد ان رفضت الحكومة خفض ضرائب الوقود على الرغم من ارتفاع اسعار النفط الخام الى اعلى مستوى لها منذ عشر سنوات تقريبا. وفي ألمانيا عرقل سائقو الشاحنات الألمان الغاضبون حركة المرور لليوم الرابع أمس الجمعة. وتسببت قافلة مؤلفة من 165 شاحنة في تعطيل حركة المرور في مدينة بريمن بعد ان احتلت تلك الشاحنات وسط المدينة للاحتجاج على الضرائب المفروضة على البنزين والديزل والتي يقولون انها أدت الى تفاقم الأسعار المرتفعة بالفعل. ويعتزم المزارعون اغلاقا منفصلا لطرق السيارات الرئيسية والطرق البرية الرئيسية الاخرى المؤدية الى مدينة لايبزيج في شرق المانيا. وفي ايرلندا تعطلت حركة المرور على طرق السيارات في الريف والمدن في الوقت الذي اغلق فيه آلاف من سائقي الشاحنات الطرق في احتجاج تباطؤ جديد بسبب أسعار الوقود. ومضى سائقو الشاحنات قدما في تنفيذ تهديدهم باغلاق الطرق لمدة 24 ساعة بعد ان رفضت الحكومة طلبهم بخفض ضرائب الديزل الثلث. وادى تحرك سائقي الشاحنات الى ابطاء حركة المرور والى وقفها تماما.