لندن، بروكسيل - رويترز، أ ف ب - ظهرت مؤشرات الى قرب انحسار ازمة الوقود في بريطانيا مع بدء الحكومة في توفير حماية لسائقي الصهاريج الراغبين في العمل. وفي المقابل، ظل الوضع مبهماً في بلجيكا حيث اعلنت الحكومة ان سائقي الشاحنات وافقوا على تخفيف حصارهم لمحطات التوزيع لكن نقابتهم نفت صحة الاعلان مؤكدة استمرار الاحتجاجات. وبدأ الوقود يتدفق من جديد في بريطانيا امس، ولو كان بكميات محدودة. وأعترف المسؤولون بأن انتهاء أزمة البنزين قد يستغرق أياما وربما أسابيع. واعلنت حكومة رئيس الوزراء توني بلير التي تعهدت بانتهاج موقف صارم لانهاء نقص الوقود الحاد على مستوى البلاد، ان 60 سيارة صهريج غادرت المصافي ليل اول من امس، لتزويد محطات البنزين في اماكن مختلفة. وقالت ناطقة باسم الحكومة: "هدفنا ليس امداد الخدمات الطارئة بالوقود فحسب، بل مد امداداته الى كافة ارجاء البلاد". واعتبر كلامها مؤشراً الى بداية انتهاء ازمة استمرت ستة ايام وهددت بشل الحركة في بريطانيا وعرضت بلير لاصعب اختبار حتى الآن. ونقل سائقو الشاحنات البريطانيون احتجاجهم على ارتفاع اسعار الوقود الى قلب لندن امس، فاختنقت حركة المرور في الشوارع داخل المدينة حيث اتجه السائقون مجتمعين نحو البرلمان. واوقفت الشرطة عشرات من الشاحنات المتقدمة نحو البرلمان على ضفة نهر التيمز، ما أدى الى تعطل اغلاق بعض شوارع المدينة الرئيسية واحداث اختناقات كبيرة في ارجاء لندن. ولا يزال الوقود مفقوداً في ثلثا محطات البلاد البالغ عددها 13 ألف محطة. وقال تجار تجزئة ان عودة الامدادات لطبيعتها قد يستغرق ثلاثة أسابيع. وقال راي هولواي العضو في رابطة تجار البنزين ان الحكومة امنت وصول "ستين صهريجاً، فيما نتحدث عن نحو تسعة الاف محطة مغلقة. وأعتقد أن هذا يعطيكم تصوراً لحجم المشاكل التي نواجهها". وأضاف: "ما من سبيل على أية حال لحل الازمة في يوم واحد. وستمر ثلاثة أسابيع تقريباً قبل أن نعود للوضع الذي كنا عليه قبل بدء هذه الازمة". وأقرت الحكومة بأن تعهد بلير باعادة الوضع الى طبيعته بحلول امس، لا يبدو مرجحاً. وقال نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي: "الامر لا يسير بالسرعة التي كنا نأمل ان يسير بها". ورافق رجال شرطة غالبية صهاريج الامداد وهي تخترق حواجز اقامها سائقو الشاحنات والمزارعون حول المصافي احتجاجا على ارتفاع اسعار الوقود. وقالت ناطقة باسم شركة "شل" ان ثمانية صهاريج غادرت مصفاة الشركة في شمال غربي انكلترا صباح امس. واضافت ان 60 سيارة صهريج أو اكثر ستغادر المصفاة كل يوم. وخلت اكثر من الف محطة بنزين من 1100 محطة تابعة ل "شل" من الوقود، وفقا لاحدث البيانات التي اشارت الى ان نسبة مماثلة من محطات البنزين الاخرى نفد وقودها كذلك في مختلف انحاء البلاد بسبب حصار المصافي. وقالت شركة "اسو" التابعة ل"اكسون موبيل" انها بدأت كذلك في ارسال بعض امدادات الوقود ليل اول من امس. وغادرت شاحنات مستودع نفط في بورفليت جنوب شرقي انكلترا. وفك الحصار عن مصفاة في غرانغموث وثلاثة في وودفورد قرب مانشستر. واعلنت شرطة هامبرسيد ان امدادات الوقود لشمال انكلترا استؤنفت اعتباراً من ظهر امس، بعد "حوار مكثف" مع المسؤولين عن المصافي والموزعين والمحتجين. ولكن بعض المحتجين اصروا على ان احتجاجهم سيستمر الى ان تنخفض اسعار الوقود. بلجيكا وفي بروكسيل، اعلنت وزيرة المواصلات البلجيكية ايزابيل دوران امس ان سائقي الشاحنات وافقوا على تخفيف حصارهم تدريجاً لمحطات التوزيع بعد ساعات من المفاوضات. لكن الناطق باسم نقابات السائقين نفى ذلك مؤكداً استمرار الاحتجاجات. وكان السائقون اغلقوا شوارع رئيسية، ما ادى الى عزل اجزاء من البلاد منذ الاحد الماضي، احتجاجا على ارتفاع اسعار الوقود. وامتدت الاحتجاجات الى كافة ارجاء البلاد. وسد السائقون الذين يطالبون بخفض الضريبة على الوقود، الطرق الى مرفأ انتورب حيث المصافي ومستودعات الوقود. ولم يعد في مقدور شركات التوزيع نقل امداداتها الا عبر السكة الحديد والمواصلات البحرية. وتعطلت الخدمات والمدارس ولم تجمع القمامة والغيت مبارتان لكرة القدم في بلجيكا. ومن المقرر ان ترفع لجنة وزارية بلجيكية توصيات بشأن حل الأزمة الى مجلس الوزراء غداً الجمعة.