أنهى المحتجون عند مصفاة نفط ثانية في بريطانيا حصارهم أمس الخميس مما دعم امكانية انتهاء أزمة الوقود في البلاد. وأعلن المحتجون عند مصفاة نفط جرانجيموث بأسكتلندا قرارهم برفع الحصار بعد ساعات من اعلان سائقي الشاحنات والمزارعين عند مصفاة نفط ستانلو بمقاطعة تشيشر انهاء احتجاجهم. وقال محتج خارج مصفاة نفط جرانجيموث لتلفزيون بي,بي,سي اتفق جميع السائقين على وضع نهاية لذلك مضيفا أن سيارات الصهاريج يمكنها الآن أن تستأنف نقل شحنات الوقود. وقال برينلي وليامز الذي قاد الحصار الذي ضرب حول مصفاة ستانلو خلال سبعة الأيام الأخيرة أنه ابلغ الحكومة بأنه يتعين عليها خفض الضرائب على الوقود خلال 60 يوما وان بعض زملائه يمكنهم استئناف الاحتجاج اذا رفض طلبهم. وقالت الحكومة إنها ليست على اتصال بالمحتجين ولم تتلق مثل هذه المطالب, وعقد اجتماع صباح أمس الخميس, ورفض المتظاهرون الذين يضربون حصارا حول مصافي تكرير أخرى ومستودعات توزيع وقود في انحاء البلاد انهاء الاحتجاج. وضرب المحتجون هذا الحصار للمطالبة بخفض الضرائب التي تمثل ثلاثة أرباع السعر الذي يدفعه المستهلك لشراء البنزين والذي يجعل أسعار الوقود في بريطانيا الأعلى في أوروبا. من ناحية أخرى وقف الجيش البريطاني على أهبة الاستعداد أمس الخميس لنقل شحنات البنزين الى خدمات الطوارىء التي تضررت من أزمة الوقود المتفاقمة والتي وصفت بأنها أسوأ أزمة يواجهها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير منذ توليه السلطة قبل ثلاث سنوات. واعلنت الخدمات الصحية حالة الطوارىء بينما أصبحت أرفف المتاجر في بعض البلدات خالية من السلع وتواجه المدارس احتمال الاغلاق وتركت الجثث في المشارح دون دفن بينما انتشرت الفوضى الناجمة عن الاحتجاجات على ضرائب الطاقة في انحاء البلاد. ولم تجد كلمات توني بلير رئيس حكومة حزب العمال يوم أمس حين وعد بأن الأزمة ستحل خلال أربع وعشرين ساعة أي تطبيق لها على أرض الواقع في اليوم السابع لأزمة الوقود في بريطانيا، لا بل جاءت على العكس من ذلك تماما. فمنذ الصباح وعند الساعة الثامنة قرر سائقو الشاحنات نقل احتجاجهم الى قلب العاصمة لندن وفي واحد من أهم شوارعها البارك لاين الذي يقع على بعد بضعة مئات الأمتار من مقر رئيس الحكومة. ففي حركة مفاجئة أغلق الدوار المؤدي الى شارع البارك لاين من قبل عدد من الشاحنات فيما أكملت مجموعة أخرى طريقها نحو دوار الماربل آرج لتحكم مدخل ومخرج ذلك الشارع ذي أربعة الخطوط، واضطر ركاب الباصات والسيارات الخاصة الى مغادرة سياراتهم بعد أن أُخبروا بأن الاضراب سوف يستمر. ولم تفلح النقاشات السلمية بين رجال الشرطة ومنظمي الاضراب الى تفريغ أحد خطوط السير الاربعة المكونة للشارع لاحتياجات الطوارىء وفقا لطلب رجال الشرطة. في نفس الوقت كان رئيس الحكومة قد استدعى رؤساء شركات الوقود العاملة في بريطانيا مطالبا إياهم بدفع شاحنات الوقود بمساعدة الشرطة. وفي بروكسل ذكرت التقارير المحلية أن الفوضى المرورية وعمليات الاغلاق استمرت في بلجيكا أمس الخميس رغم تقارير بأن المحادثات التي جرت بين وزيرة النقل البلجيكية إيزابيل دورانت والمحتجين من قطاع النقل قد توصلت الى نتائج. وقالت التقارير إن المحادثات انتهت بعد سبع ساعات ومن المقرر أن يقدم موظفو قطاع النقل نتائج المحادثات الى نقاباتهم, ويطالب هؤلاء بتعويضات عن ارتفاع أسعار النفط. وكانت احدى منظمات النقل وهي شركة بور لي تراسبور بار روت قد انسحبت من المحادثات في وقت مبكر خلال الليلة قبل الماضية. وقالت دورانت في ختام المحادثات لقد أجرينا مناقشات طويلة حول الوضع في قطاع النقل غير أنها لم تدل بمزيد من المعلومات. وفي هذه الاثناء واصل سائقو الشاحنات اغلاقهم للشوارع والطرق السريعة ومراكز توزيع المحروقات, وقد أثر الاغلاق على الحدود مع ألمانيا وفرنسا وهولندا. يذكر أن حكومة رئيس الوزراء الليبرالي جاي فيرهوفشتادت رفضت مطالب عمال النقل بخفض الضرائب. يذكر أن الضريبة المفروضة على الشاحنات هي حوالي 35,000 مارك 768 دولار سنويا.