لندن، بروكسيل - أف ب، رويترز - فضّل ولي العهد البريطاني الامير تشارلز الغاء سلسلة ارتباطات رسمية وعشاء في المسرح مع صديقته كاميلا باركر بولز بسبب ازمة الوقود في بلاده، رافضاً عرضاً من الشرطة لتزويده ما يحتاج اليه، مؤكدا ان "حاجته ليست ملحّة". واكد الناطق باسمه ان الامير "امتنع عن قبول عرض من الشرطة لتزويده وقوداً لان الحاجة ليست ملحة لذلك". وكان من المفترض ان يزور ولي العهد البريطاني مقاطعة هيرفوردشاير غرب لحضور ندوة حول نهضة المجموعات الريفية قبل ان يتوجه مع كاميلا مساء، الى مسرح في ستراتفورد-ايفون مسقط رأس شكسبير في وسط انكلترا. وفضل الامير تشارلز الغاء ارتباطاته خشية الانقطاع من الوقود الذي نفد من 90 في المئة من المحطات بسبب حركة الاحتجاج على ارتفاع اسعار المحروقات. وكان المتظاهرون الذين يفرضون طوقاً منذ اسبوع على المصافي ومخازن النفط سمحوا بتأمين المحروقات فقط لمراكز الخدمات الطارئة. وانحسرت امس احتجاجاتهم على رغم معارضة بعض المتظاهرين المصممين على مواصلتها. ورأى خبراء ان عودة الوضع الى طبيعته في بلد شبه محروم تماماً من الوقود منذ مطلع الاسبوع، ستستغرق بضعة ايام على الاقل. وشارفت الازمة على نهايتها تقريباً في وقت لم يحصل سائقو الشاحنات والمزارعون رسمياً على اي تنازلات من الحكومة. ورفع الحصار عن اثنتين من مصافي النفط في غرانغيموث في اسكوتلندا وستانلو في مقاطعة تشيشاير ، ما مكن الصهاريج من استئناف نقل الوقود الى المحطات. وقالت مصادر المحتجين انهم ابلغوا الحكومة ضرورة خفض الضرائب على الوقود خلال 60 يوماً، تحت طائلة استئناف الاحتجاجات. لكن الحكومة قالت انها ليست على اتصال بالمحتجين ولم تتلق مثل هذه المطالب. ووضع الجيش البريطاني على اهبة الاستعداد لنقل شحنات بنزين الى خدمات الطوارىء المتضررة من الازمة التي وصفت بأنها اسوأ ازمة يواجهها رئيس الوزراء توني بلير منذ توليه السلطة قبل ثلاث سنوات. وقالت وزارة الدفاع ان 80 سيارة صهريج و160رجلاً ارسلوا الى قواعد عسكرية يمكنهم منها نقل شحنات من احتياطيات الجيش من النفط الى الخدمات العامة. واعلنت الخدمات الصحية حال الطوارىء، فيما خلت رفوف المتاجر في بعض البلدات من السلع وواجهت المدارس احتمال الاغلاق وتركت الجثث في المشارح من دون دفن. واظهرت استطلاعات للرأي ان ثلاثة بين كل اربعة بريطانيين يؤيدون المحتجين على ارتفاع اسعار الوقود على رغم الفوضى. لكن ظهرت مؤشرات امس الى ان التأييد الشعبي ربما بدأ ينحسر. وفي بلجيكا، شدد سائقو الشاحنات حصارهم على المنشآت امس، فيما نفد الوقود من محطات البنزين وتوقفت حافلات المدارس وحركة المرور في الطرق السريعة، نتيجة للاحتجاجات المستمرة منذ خمسة ايام على ارتفاع اسعار الوقود. كما تعثرت محادثات مطولة بين ممثلي سائقي الشاحنات والحكومة لدراسة مسودة اجراءات اجتماعية ونقدية. وانسحبت النقابة المسؤولة عن معظم المشاركين في عمليات الحصار من المفاوضات. واعربت نقابة النقل البري التي حولت الكثير من ميادين العاصمة الى مناطق للمشاة عن غضبها من قرار قضائي بالزام السائقين الذين يحاصرون مستودعات الوقود ومصافي التكرير دفع تعويضات الى منتجي النفط تصل الى 500 الف فرنك بلجيكي 10730 دولاراً عن كل شاحنة في الساعة.