ان دين الاسلام دين شامل وكامل جاء بالمبادىء التشريعية والخلقية التي تسمو بالانسان الى درجات الكمال وتصون النفس وتحرم الاعتداء عليها، وقد تضافرت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على شمولية هذا الدين وعموميته قال سبحانه اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا لقد نظم هذا الدين علاقة الانسان بربه وعلاقته باخوانه ومجتمعه فبين الواجبات وفرض الحدود حتى أصبح لزاما على كل مكلف التقيد بمنهج الشرع القويم وفق الضوابط والحدود الشرعية ومن هذا المنطلق حرم على الانسان الاعتداء على الآخرين بانتهاك اعراضهم أو سلب ممتلكاتهم أو التعدي على أرواحهم بأي حال من الأحوال وأوجد حدودا شرعية ملزمة التطبيق لمن اخل بهذه الضوابط، كما ان ديننا الحنيف حرم على الانسان التعدي على نفسه بقتلها او تعريضها للأذى من خلال شرب الخمر وتعاطي المخدرات او غير ذلك من الأسباب المؤدية الى هلاكها، ومن ذلك تعريض الانسان وغيره لخطر القتل من خلال ما نراه من حوادث السيارات التي كثرت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر دلت على ذلك الاحصاءات المخيفة التي تنشر بين الحين والآخر من الجهات المسؤولة ومرد ذلك السرعة الزائدة وعدم احترام الانظمة والقواعد المرورية نتج عن ذلك وفيات بعشرات الآلاف ومثلها من المصابين والمعاقين فتيتم الاطفال وترملت النساء وفقد شباب في عمر الزهور من جراء هذا الخطر وهذه الحرب الضروس التي خلفت وراءها كوارث اجتماعية خطيرة فاقت كوارث الحروب والفيضانات والأعاصير. لقد أصبح لزاما على كل واحد منا ان يعي واجبه تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه وان يقدر النعمة التي يعيشها فلا يجعل من نفسه أداة لهلاكها وهلاك الآخرين، فنعمة المواصلات نعمة عظيمة أنعم الله بها على البشر ومن حق هذه النعمة ان تشكر وشكرها يتمثل بعدم تعريض النفس البشرية للأذى والقتل والتزام القواعد والأصول والضوابط التي وضعت لتنظيم حركة المرور سواء داخل المدن أم على الخطوط الطويلة, ان قيادة هذه البلاد المباركة بذلت كل ما في وسعها لاسعاف المواطن وجلبت له كل ما يحتاجه وبما تقوم عليه حياته ولم يبق الا دور الفرد الذي منح هذه المعطيات ليكون انسانا تحكمه الأوامر الشرعية والأنظمة التي اوجدها المسؤولون عن الأمن والمرور، وها نحن نعيش هذه الايام انطلاقة الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية التي تهدف الى توعية المجتمع بالمخاطر المترتبة على الاخلال بالأنظمة واللوائح المنظمة للامن والمرور وانه يجب على كل مسلم ان يقوم بواجب التوعية لنفسه ثم لاخوانه ومجتمعه وذلك بالتزام الجوانب الشرعية في المحافظة على الأمن وتقوية الوازع الديني للوقاية من خطر الجريمة وحوادث المرور، واذا أردنا لأنفسنا ومجتمعنا السعادة والمحافظة على الأمن فعلينا ان نسعى جاهدين للتعاون مع من ولاهم الله مهمة المحافظة على الأمن كل حسب جهته وموقعه ليتحقق التكامل وتتلاقى الأهداف ويسعد المجتمع ويحافظ على الدين والأنفس والاعراض. والله أسأل ان يحفظ علينا أمننا وديننا وقادتنا وان يرزق الجميع شكره وذكره. د, علي بن محمد العجلان