يعتبر السمو في مخالقة الناس مبعثاً لاستمرار العلاقات الاجتماعية ضمن قاموس الاستحسان أو الاستهجان حيث تنطوي الشمائل الأخلاقية والطبائع الخيرة على نماذج متميزة تواجهها أو تعرفها بالصيت وبالتالي تطمح الى أن ترتقي الى مستوى المصداقية في التوافق معها في التفكير والتعبير عن فكرة هادفة وعاطفة صادقة وخيال ممتد باتجاه الضوء بعيدا عن تصادم المشاعر والأهواء بما يخل بالرزانة والرصانة والوقار!!. إن لديّ قناعة بارتباط الخير بمكارم الأخلاق كما أجزم بأن هناك ارتباطاً بين الحقيقة والمنطق، ويبدو ذلك جليا عندما نستحسن حوار أحدهم فيشدنا برشاقة حديثه على سجيته بعيداً عن التأنق والتصنع في الحوار كما أنه بأسلوبه يولد الألفة المباشرة للروح التي تحاول الابحار نحو شواطىء سلام، ولكن لا تلبث حتى تفاجأ بأمواج تحطم مجاديفك ذلك لأنك تبحث عن الرقي والسمو وما أن تجد خللا في معايير التقى والعفة والفضيلة حتى تجدف هرباً وبحثاً من جديد عن ميناء سلام!!. ان كل فرد منا تتوق نفسه الى السمو الأخلاقي والشعور بقيمته وتميزه وانتمائه الى فئة اجتماعية تثري حصيلته الفكرية والثقافية وتدفعه الى تحقيق معطيات حضارية وعصرية لمختلف أنواع السلوك الانساني وهذه الفئة تحتفظ بمكانة عالية في نفسك بقدر تمسكها بهويتها وارتباطها ببيئتها واحتفاظها بعقيدتها وبالتالي تدفعك للتفاعل مع مختلف معايير ربط الانسان بغيره من الناس وفق ما تتمخض عنه التجارب اليومية من أنماط سلوكية تساعدنا بعضها على المرونة الى الحد الذي يألفه الغير كلما اتجهنا نحو بناء الشخصية واثراء حصيلة المعلومات كمحك ثقافي. وأحيانا نتسلح بالغضاضة التي تدفع بالبعض للفرار من احتمالنا أو مواجهتنا عندما يساء فهمنا وتلون نوايانا باللون الأسود ولذلك فإن الطبع يغلب التطبع فكل من نلتقي بهم ليسوا على وتيرة واحدة من معايير الخير أوالشر، ومن الظلم للذئب ان نكلفه بما ليس في طبعه، وإلا انطبق علينا المثل القائل من استرعى الذئب ظلم وهذا ما يقودني الى السؤال: من نأمنه ومن لا نأمنه؟ ومن منظار آخر ما هي المقومات الحقيقية التي تساعدنا على استمرار العلاقات الاجتماعية؟! ولماذا هناك أناس نكسبهم ويتعايشون معنا خطوات حياتنا منذ الطفولة وحتى المرحلة العمرية التي نحن بها؟! بينما البعض الآخر يكون بمثابة الملح مهما كان حجمه وكثرته إلا أنه يذوب أمام مياه الحياة؟! يا ترى ما هي المعطيات الاجتماعية التي تساعدنا على إنماء ملكات التقدير والاحترام بهدف كسب الغير وكذلك مساعدة من حولنا على تفهم ما نريد والسير الى جانبنا بدون التسلل الى أعماق نكره وصول أحد اليها وليس من منطق ضعف بنا نخاف المكاشفة، وإنما بحثاً عن السمو في مخالفتنا وتقديرنا التقدير الذي نستحقه فلكل مقام مقال وليس جميع من نلتقي بهم يتساوون في مواقعهم وأهميتهم بالنسبة إلينا والأهم أن من نلتقي بهم بقدر سموهم في مخالقتنا يؤكدون مواقعهم واستمرار علاقتنا بهم واستئناس أرواحنا لهم وكسب ودنا لأنك باختصار بحاجة لمن يصدقك القول والفعل,, لتصدقه إخلاصك وتأمنه في بوحك وتحلق معه في مساحات التفكير والتعبير.