«الجزيرة» - هبة اليوسف - العنود الوشمي - مريم الزهراني: تفاجأت منسوبات التعليم بنسبة الحضور العالية من قبل الطالبات، فقد فاقت نسبة الحضور وفقا لمنسوبات التعليم نسب الحضور لليوم الأول من كل عام دراسي، فبعد انقضاء أول أسبوع دراسي للمراحل العليا وبداية أول يوم دراسي للصغار في المراحل الابتدائية ورياض الأطفال وانتشار الشائعات حرصت (الجزيرة) على متابعة استعدادات المدارس لاستقبال الطلبة والطالبات، وحقيقة توفر التجهيزات اللازمة لمواجهة خطر العدوى بإنفلونزا الخنازير (H1N1)، خصوصاً مع تضارب الأقوال في عدد الإصابات والحالات المشتبه بإصابتها بالمرض. لوحات إرشادية وبروشورات في البدء ذكرت نائبة المديرة في الابتدائية (368) أ. (قماشة حمد الدعيلج) أن المدرسة قامت بالاستعداد لاستقبال الطالبات وذلك بتعليق اللوحات الإرشادية وتوزيع البروشرات، وقامت بعمل ملف كامل عن فيرس إنفلونزا الخنازير وطرق الوقاية منه، وسلمت لكل طالبة نسخة منه، بالإضافة إلى توزيع الكمامات والقفازات على كل طالبة صباحا، كما تم توزيع المعقمات والمناديل في كل أنحاء المدرسة. وذكرت الدعيلج أن المدرسة جلبت شركة الأسبوع الماضي لتنظيف خزانات مياه الشرب، كما أنها قامت بعمل محاضرات منفصلة لكل فصل على حدة تجنبا لازدحام الطالبات.ولكن الفصول ظلت مزدحمة فلم تستطيع المدرسة توزيع الطالبات بين الفصول ووضع مسافة بين كل طالبة وأخرى حيث كان عدد الطالبات في أحد الفصول 33 طالبة بالرغم من ضيق الفصل، فالمبنى مستأجر والفصول ضيقة جداً وعددها قليل بالنسبة لعدد الطالبات والذي يبلغ 420 طالبة، لذلك لم يتسن وضع مسافة بين الطالبات.وفيما يتعلق بالتعامل مع الأهالي القلقين على صحة بناتهن أوضحت: الأهالي متخوفون بشدة من الفيروس، حيث قامت بعض الأمهات بالاتصال على المدرسة والتأكد من خلو الطالبات من أي أعراض للإنفلونزا وأن الوضع آمن قبل إرسال بناتهن، بالإضافة إلى رفضهن إعطاء اللقاح لأبنائهن وتحذيرهم من أخذه في المدرسة مما انعكس سلباً على الطالبات وجعلهن يعشن حالة من القلق والخوف. كما ذكرت أن نسبة الغياب كبيرة جداً حيث وصلت إلى 30%.وفي بعض مدارس غرب الرياض بلغت نسبة الغياب 35% بالنسبة للصفوف الأولية، و10% للصفوف العليا. أما مدرسة (220) الابتدائية والتي كان مبناها حكومي (غير مستأجر) فكان باستطاعة المدرسة تقسيم الطالبات على الفصول وجعل بينهم مسافة كافية، كما وزعت المدرسة المعقمات في أنحاء عديدة منها بالإضافة إلا إعطاء الطالبات محاضرة حول الفيروس وكيفية تجنب الإصابة به, كما تم إلغاء الطابور المدرسي خوفاً على الطالبات من الزحام والالتصاق ببعضهن البعض مما قد يسبب في نقل العدوى بينهن لا قدر الله.وحول تزاحم الطالبات حول المقصف المدرسي ذكرت مديرة المدرسة الأستاذة عائشة الوزان: (إن الشركة منعت موظفاتها من الدوران حول الفصول لبيع الوجبات الغذائية أثناء وقت الفسحة، لذلك قامت بتقسيم وقت الفسحة على فترتين: فترة للصفوف الدنيا وأخرى للصفوف العليا حتى يخف الزحام حول شباك المقصف)، كما ذكرت أن نسبة الحضور اليوم لا تتجاوز ال 75%. منسوبات المدارس (القطة) لتأمين المعقمات أوضحت المعلمة (هدى.ع) معلمة للمرحلة الابتدائية ل(الجزيرة) أن مدرستها قامت بتوفير المعقمات والمنظفات عن طريق جمع المال من المعلمات والإداريات (قطة)، وبعد ذلك وصلت المواد الصحية المخصصة من الوزارة إلى المدرسة ولكن بكميات قليلة لا تكاد تكفي لأسبوعين. مقياس الحرارة ناقل للعدوى في إحدى المدارس الحكومية وجدنا (3) أجهزة لقياس الحرارة من خلال الأذن أرسلت من قبل الوزارة، لكن لم يرسل معها سوى علبة صغيرة للغيار البلاستيكي بعد كل استخدام، كما تعاني بعض المدارس من نقص في الكمامات والمعقمات، فلم يصل لبعض المدارس سوى (40) كمامة بدلا من (200) كما هو موثق، وكميات قليلة من المعقمات التي تم توزيعها في الممرات. مهنة التمريض إضافة للتعليم وحول استعداد المدرسة لاستقبال طلاب المرحلة الابتدائية أكدت (هدى) أن مهنة التمريض هذا العام من المهام الموكلة إلينا كمعلمات: (الحمد لله فقد أضفنا هذا العام مهنة التمريض إلى مهنتنا وأتقنا التعامل طبيا مع الطالبات بكافة الحالات، والمدرسة لا يوجد بها سوى مواد نظافة تكفي لأسبوعين).وأضافت: الحضور اليوم كان جيدا فقد حضرت (20) طالبة من طالبات الصف الثاني من أصل (27) طالبة في الفصل الذي أقوم بتدريسه. وطالبت الدعيلج نائبة المديرة في الابتدائية (368) من وزارة التربية توفير مرشدة صحية ولو ل 3 ساعات يوميا حتى تساعد في توجيه الطالبات حول المرض، بالإضافة إلى إلغاء الأنشطة فهي تستدعي تجمع الطالبات وتزاحمهن في مكان واحد وتأخذ جهداً ووقتاً كبيراً من المعلمات، وبالتالي لا يكون عندهن الوقت الكافي لتوعية الطالبات، كما أشادت بجهود المرشدة الطلابية الأستاذة صيته الشلوي حيث إنها قامت صباح اليوم بقياس درجة حرارة جميع الطالبات والتأكد من سلامتهن وخلوهن من أي أعراض للإنفلونزا قبيل اختلاطهن بالطالبات داخل الفصل. (6) حالات اشتباه في غرب الرياض للأسف كان غياب الطبيبة في المدارس التي قامت (الجزيرة) بزيارتها واضحا، وقد استبدلت بمعلمة، حيث يتم تقليل عدد الحصص من إحدى المعلمات لتصبح منسقة صحية، ومن خلال جولتنا بغرب الرياض تجاوزت حالات الاشتباه بإحدى المدارس (6) حالات، فكيف سيتم التعامل معهن مع نقص الطبيبات والممرضات في المدارس الابتدائية خصوصاً مع ضعف مناعة الأطفال.وتعاني بعض المدارس الابتدائية من قلة الكادر التعليمي، حيث أوضحت مديرة إحدى المدارس عدم قدرة المعلمات على تغطية الفصول والمواد الدراسية، وقد كثرت المطالبة بتوفير معلمات لتلافي الخلل قبل فوات الأوان، وتراكم المناهج التعليمية لهذه المرحلة، لكن لا حياة لمن تنادي، فالوضع يساعد الطالبات على التسيب، وكثرة حصص الفراغ التي ترهق المعلمات وتهدر وقت الطالبات. قلق من احتفالات الأسبوع التمهيدي وفي مدرسة أخرى ذكرت الأستاذة (منيرة العتيبي): المدرسة وفرت المنظفات والصابون، وثبتت المواد المعقمة عند باب كل فصل، وقد أمرت المديرة بإحضار كل معلمة ابتدائي مواد وقاية وتعقيم لطالبات فصلها احتياطا، ولكن المزعج والمقلق في الأمر أن المدرسة تنظم حفلا لليوم الأول في سطح المدرسة تمهيدا لطالبات الصف الأول واحتفالا باليوم الوطني، وقد اعترضنا على الموضوع خوفا من انتقال العدوى مع كثرة الطالبات وضيق المكان لكن لا جدوى. وفيما تقوم المدارس بأخذ الحيطة والحذر ومحاولة عدم اجتماع الطالبات في أماكن ضيقة، قامت إحدى المدارس الأهلية بجنوب الرياض بجمع طالبات المرحلة الابتدائية جميعاً بساحة واحدة ملتصقات بجانب بعضهن البعض وذلك بزعم الترويح عنهن ضاربة بالتوصيات لتجنب عدوى الإنفلونزا عرض الحائط. انعدام المياه وأدوات النظافة وأفادت (أ. ندى العبدان) معلمة في مدرسة ابتدائية بغرب الرياض أن مدرستها تعاني الكثير من الإهمال من حيث مستوى النظافة وعدم حضور شركات النظافة، وعدم وجود عاملات نظافة عاملة واحدة كبيرة في السن. وانقطاع الماء في دورات المياه، ففي دورة المياه ست مغاسل لا يعمل منها سوى اثنتين. وتساءلت: كيف ستغسل (500 طالبة) يديها؟! وأضافت: المدرسة كانت في حال يرثى لها الأسبوع الماضي، حتى تكاتفت أيدي المعلمات وقمن بأنفسهن مع مديرة المدرسة بأعمال الصيانة والنظافة حتى ساعة متأخرة خارج وقت الدوام، وقمنا بتغيير أكياس القمامات وتعقيم الفصول الدراسية ودورات المياه، خصوصاً مع عدم تهيئة دورات المياه للأطفال الذين لا أعلم كيف سيتصرفون في ظل انعدام المياه وأدوات النظافة والصابون. ميزانية النشاط للنظافة واقترحت بعض المعلمات اقتطاع جزء من ميزانية النشاط وصرفها على النظافة، خصوصاً في ظل الأوضاع المتدهورة للمدارس ومخاوف من انتشار العدوى. تجهيزات مكتملة من جانبها أكدت الأستاذة (عبير) وهي معلمة بإحدى المدارس الكبرى بالرياض أن المواد المعقمة والمنظفات موجودة ومتوفرة في المدرسة والأوضاع مطمئنة بحمد الله، وقد تم وضع غرفة للانتظار توضع فيها الطالبة التي تبدي أي شكوى أو تعب. وحين وجهت إليها (الجزيرة) السؤال عن مدى انتقال العدوى بداخل الغرفة لطالبة قد لا تكون مصابة بهذا المرض ولكنها مصابة بإنفلونزا عادية، أوضحت أن التعليمات تشير لإبعاد المريضات عن بعضهن ووضع الكمامات داخل الغرفة وبقاء المشرفة لديهن، مع التوصية بالإسراع بالاتصال بأهاليهن ومغادرتهن المدرسة فور وصول ولي أمرها. وأردفت: لا أرى داع للخوف مطلقا ويجب الحذر فقط عند ركوب الحافلات. قياس الحرارة قبل الدخول للمدرسة وتؤكد أ.فاطمة المعلمة بمدرسة أهلية أن المدرسة وفرت كل مواد التعقيم والنظافة حرصا على سمعة المدرسة عند أهالي الطلبة والطالبات، كما حرصت إدارة المدرسة على توفير طبيبة تقيس درجة الحرارة لكل من يزور المدرسة قبل دخوله فناءها، وتبقى الخطورة فقط حين ركوب الحافلات ووقت الخروج، وأضافت: نسبة الحضور اليوم مرتفعة ولكن لا أستطيع بدقة تحديد ذلك. الكمامات ممنوعة بأمر من المديرة التقت (الجزيرة) بعدد من الطالبات والأمهات لأخذ آرائهن حول الاستعدادات وحقيقة تواجدهن في اليوم الأول، فقد وجدنا عدداً من الطالبات مستعدات بالمعقمات والكمامات، ولديهن خبرة عن كيفية استخدامها وطريقة غسل اليدين الصحيحة. وقد عبرت الطالبة (ن. أ) عن استيائها من تعامل المدرسة مع الوباء حيث قامت مديرة المدرسة بإنزالهن للساحة للاستماع للمحاضرة الخاصة بإنفلونزا الخنازير وهناك أمرتهن برفع الكمامات عن وجوههن حتى تستطيع تحديد اللائي يتحدثن أثناء المحاضرة رغم ازدحام المكان بالطالبات. وعن رأي الطالبة (ف. م) في مدى تأثير الاستعدادات في الحد من انتشار المرض قالت: صديقتي والدها مصاب بالمرض وصديقتي نفسها لديها نوبات من العطاس ولم تظهر عليها أعراض أخرى، وتضيف الطالبة: ماذا لو كانت صديقتي مصابة بالمرض ولكن لا تزال في فترة الحضانة؟! قد تكون أصابتنا العدوى منها فهي تعطس طوال اليوم. وقد بدا الخوف والحرص على طالبات مدرسة (220) الابتدائية، فقد ارتدت الطالبات الكمامات، وحرصن على استعمال المعقم بين الفينة والأخرى، بالإضافة إلى العدد الكبير من الأمهات اللاتي أتين بأنفسهن لأخذ بناتهن في الصفوف الدنيا في حوالي ال 9 والنصف بعد استلامهن الكتب المنهجية. تجهيزات واستعدادات ممتازة وبينت (مرام) التي تدرس في مدارس القوات البحرية بعد انقضاء أول أسبوع دراسي أن المعلمات يعتنين بهن بشكل ممتاز، مع وجود كل وسائل النظافة، كما تحرص المعلمات على إبقائهن متباعدات حتى أثناء الفسحة، وتوفر المعلمة في الفصل كل ما قد تحتاجه الطالبة، حتى الأقلام محفوظة داخل أكياس معقمة حتى لا تضطر الطالبات لاستخدام قلم طالبة أخرى، ولا ترى غيابا غير عادي بين زميلاتها. أمهات الصغار يواجهن المرض بالتوكل على الله ذكرت الأم (منال) أن الخوف والهلع انتشر بين الناس بسبب ما يذاع في وسائل الإعلام عن انتشار هذا المرض وهذا لا يجوز {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ}فنحن نتوكل على الله ونعمل بالتعليمات، ونخرج بأطفالنا للعلم والتعلم محتسبين الأجر والثواب، ونوكل أمرنا وأمرهم لله وحده.الأخت أم خالد أرسلت أبناءها في الابتدائي بشكل طبيعي مع بعض الوصايا التي لا تثير الخوف والرعب لدى الأبناء وقالت: (نحن لا نستطيع أن نمتنع عن الاجتماع مع أقاربنا، ولا نستطيع منع أطفالنا من التسوق والخروج للمسجد، وهذه الأماكن جميعها قد ينتقل فيها المرض، بل إنه قد ينتقل أثناء موعد في مستشفى، لذلك توكلت على الله وجهزتهم للمدرسة والباقي على الله).وأشارت أم الطالبة رهف العتيبي أنها حصّنت ابنتها بالأدعية وجعلتها تبدأ أول يوم دراسي بكل بهجة وسرور، وأضافت أم الطالبة شوق القحطاني: (طلبت مني ابنتي اصطحابها للمدرسة ولن أمنعها، وقد وفرت لها وسائل السلامة وطريقة استخدام المعقم والكمامة وتوكلت على الله). حالة خاصة الأخت (نورة) أم لطفل مصاب بثقب في القلب، سحبت ابنها هذا العام من الصف الأول وفضلت بقاءه في المنزل، حيث ذكرت: (هناك حالات خاصة يجب أن نراعيها في مثل هذه الظروف، فابني لديه ثقب في القلب ومناعته ضعيفة جداً، لذلك آثرت تركه في المنزل هذا العام، أما باقي إخوته فقد ذهبوا لمدارسهم منذ اليوم الأول). وأفادت أم الطالبة رنا العمير برفضها لذهاب ابنتها في اليوم الأول: (لن أذهب بابنتي في اليوم الأول حتى أذهب أنا بنفسي قبلها وأتأكد من استعداد المدرسة، ثم بعد ذلك أرسلها حتى أتجنب تعريض ابنتي للمخاطر الصحية). التمهيدي مقفل بأمر من الإدارة وقد سألنا إحدى الأخوات عن أبنائها فأجابت: (نويت هذا العام إدخال ابني للمرحلة التمهيدي، ولكن تفاجأت أن المدرسة قد أقفلت القسم التمهيدي، بسبب ضعف الإقبال).