المتابع لحال الرياضة السعودية، يجدها في حالة أقرب إلى المرضى، أو لنقل الموت غير المعلن، حالة عامه كشفها الخروج البائس، والمتوقع أيضاً من الوصول إلى كأس العالم، وهو وصول لم يكن العقلاء يتمنونه خوفاً من فضيحة شرف المشاركة. في سنوات قديمة مضت، كانت الرياضة السعودية لا تتوقف عن مفاجأتنا ببطولات غير متوقعه في الألعاب المختلفة، وذلك تاريخ الآن. لا أعشق أسطوانة العودة لأمجاد الماضي، لكن حال الرياضة السعودية يعيدنا إلى قدرة الرياضية السعودية على صناعة النجوم في الألعاب المختلفة، نجومنا اليوم أقل وهجاً من السابق، وقائمة الذهب والفضة والبرونز على المستوى الإقليمي والعربي والدولي توقفت عن النمو. وقاعدة الإنتاج الرياضي في مراحل الشباب والناشئين هي الأقل إنتاجاً في تاريخها، وكأن قدرتها على التمويل بالمواهب قد جفت، ولم تعد تلد نجوماً. قبل الإخفاق الأخير، أطلق مشروع الصقر السعودي لتأهيل الشباب لأولمبياد لندن، وكنت أتساءل لماذا لم يطلق مبكراً، وهل بالفعل هذا البرنامج سيسير بخطط علمية مدروسة، ويحقق نتائج تفى بوعوده، أما أننا سنعود لمرحلة الصفر، طبعاً من الظلم الحكم على مشروع لا يزال في مراحله التجريبية، لكن تكرار أسماء محدده في الإدارة والتسويق والتنفيذ لا يرفع سقف التوقعات كثيراً. لا شيء يدعو للتفاؤل في حال الرياضة السعودية اليوم بالمجمل، في ظل غياب المحاسبة واستمرار أخطاء الاتحادات الرياضية والأندية، بل وبقاء الأندية الرياضية محتكرة في إداراتها لأسماء، ودون وجود نظام انتخاب حقيقي وشفافية مالية في عصر الاحتراف، وإعادة التفكير بنظم الأندية ودورها وإقامت فروع لها أضف إلى ذلك غياب شبه كامل لأنشطة محلية للأندية. ذلك كله يحدث في الوقت الذي نحتاج فيها نشر الرياضة ورعاية الشباب في كل حي وحارة ومدرسة للجنسين، ناهيك عن قيام الاتحادات الرياضية السعودية المختلفة بأنشطة تفرغ طاقة الشباب وتستفيد منها، وتوجهها، وهو ما يتطلب استراتيجية رياضية سعودية شاملة تتيح خيارات أوسع للشباب والناشئين لإعلان مهارتهم وتوجيه طاقاتهم، فالرياضة تحديداً يمكن أن تساهم في الحد من تجنيد طاقة الشباب سلبياً في الجريمة والعنف والإرهاب، وتقليص عدد العاطلين. لكن كيف يمكن لها أن تحقق ذلك، والرياضة السعودية فاشلة في تحقيق أبسط أهدافها..؟ إلى لقاء.. * * *