فنحمد الله ونشكره على سلامة سمو الأمير محمد بن نايف، ونسأل الله أن تكون سلامة دائمة لكل مخلص لهذا البلد حاكماً أو محكوماً.. ونهنئ أنفسنا وولاة أمرنا بإفشال كيد هذا المعتدي ومَنْ وراءه من هذا الفئة الضالة والطغمة الفاسدة وإن تسموا بالإسلام زوراً ومهاجمة خصومه من الأعداء الذين هم خلف كل بلاء وفتنة والإسلام بريء من ذلك فهو دين الوفاء والصدق والعدل والتسامح، ولن ينالوا إلا الخزي والعار وستبقى هذه البلاد - بإذن الله- دوحة شامخة رافعة لعلَم التوحيد منارة عز وسؤدد لعموم المسلمين فهي قبلتهم وآخر ملاذ للإسلام.. قال عليه الصلاة والسلام: (لا هجرة بعد الفتح). * إن استهداف سمو الأمير محمد -حفظه الله- دليل قاطع على عجزهم وفشلهم الذريع في تحقيق أي شيء من أهدافهم الشريرة, فقد وقف بصلابة وحزم ومن معه من رجال الأمن المخلصين الذين أبلوا بلاءً حسناً في قمع هذه الفئة وضحوا بكل ما يملكون لحفظ هذه البلاد ودينها وأمنها، فأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء ويسدد خطاهم ويرحم موتاهم.. وكم سمعنا وتحقق بالفعل استباقات أمنية عظيمة أزاحت شروراً موجهة إلى هذه البلاد المسالمة قام بها رجال الأمن بإشراف ومتابعة وتوجيه مباشر من سمو الأمير محمد بن نايف - وفقه الله- حالت بين هؤلاء الإرهابيين وبين ما يشتهون من تخريب وزعزعة للأمن.. وهذا بفضل الله ثم بفضل التوجيه المسدد وبذل الغالي والنفيس من حكومتنا الرشيدة لحماية البلاد والعباد وحفظ دينهم وأمنهم فلله الحمد أولاً وأخيراً. إن ما أقدم عليه هؤلاء الخونة ليس غريباً فهو منهج يتوارثونه من عهد زعيمهم عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام وأبطن الكفر واستطاع بخبثه ومكره أن يجر معه حتى من أبناء الصحابة في أفضل القرون في قتل الخليفة الزاهد عثمان بن عفاف رضي الله عنه وبعده الإمام علي رضي الله عنه بقتله غيلة الخارجي عبد الرحمن بن ملجم وهو في طريقه لصلاة الفجر في الكوفة وتراهم خوارج هذا العصر لم يسلم من شرهم أحد ودول ومجتمعات عرب وعجم، هدفهم المكر بأهل السنة والوصول إلى السلطة وإن ادعوا نشر الإسلام ورفع الظلم وهذا لخداع أوباش الناس وجهالهم وقد حصل، يظهرون لأهل المقال النصح والولاء ولكنهم يبطنون الكيد والعداء وهذه من المصائب - والله - قال عليه الصلاة والسلام: (إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي منافق عليم اللسان).. رواه الطبراني وصححه الألباني.. وقال أيضاً: (سيخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين ويلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب).. الحديث.. قال الإمام الآجري رحمه الله: (والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس... ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين) الشريعة ص 21-22 . * ولقد سمع الجميع محادثة سمو الأمير محمد -حفظه الله- هاتفياً مع هذا المنتحر، وقد تجلت فيها طيبة قلبه ودماثة خلقه وتلطفه وحبه للخير ثم يُقابل بهذه الإساءة، نسأل الله أن يحفظه بعنايته ولطفه لإخلاصه وسلامة نيته، وحسن قصد نحسبه كذلك، حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من شر الأشرار وكيد الفجار.