الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:- فإن ما أقدم عليه أولئك النفر البغاة الخونة من المخططات الظالمة التي لا يقرها شرع ولا عقل هو إحياء لبدعة الخوارج الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم (تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم وقراءتكم عند قراءتهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية) وقال عليه الصلاة والسلام (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد). أخي المسلم إن عقيدة أهل السنة والجماعة تمنع الخروج على وليّ الأمر ولو بالكلمة فكيف بالسلاح والمخططات الآثمة!! فهذا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لما قيل له: ألا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال رضي الله عنه (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحسن ولكن ليس من السنة ان ترفع السلاح على إمامك) أخرجه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان. وهذا العمل الاجرامي والمخططات الآثمة معصية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وغش لولي أمر المسلمين. فأين هؤلاء المدعون للصلاح والإصلاح والجهاد من قول إمام المجاهدين في الله حق جهاده عليه الصلاة والسلام إذ يقول (لاتسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب) رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني رحمه الله تعالى. أين هؤلاء الفتية الباغية ومن كان على شاكلتهم من قوله عليه السلام (ثلاثة لا تسأل عنهم: ومنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا..) الحديث رواه ابن أبي عاصم وغيره. ثم إنني أنادي وأكرر النداء لكل عاقل بأن لايغتر بما يدَّعون ان مافعلوه وما يخططون له جهادا وتضحية ورجولة وماهو في واقع الأمر إلا خسة وخيانة وصدق الله إذ يقول {وّإذّا قٌيلّ لّهٍمً لا تٍفًسٌدٍوا فٌي الأّّرًضٌ قّالٍوا إنَّمّا نّحًنٍ مٍصًلٌحٍونّ ، أّّلا إنَّهٍمً هٍمٍ المٍفًسٌدٍونّ وّلّكٌن لاَّ يّشًعٍرٍونّ}، نعم أنادي وأكرر كذلك بأن لايغتر عاقل بمظهرهم وهم يحملون في قلوبهم معتقد الخوارج الضالة المضلة، ورحم الله الإمام الآجري إذ يقول (فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجيٍّ قد خرج على إمام عدلاً كان أو جائرا فخرج وجمع جماعة وسل سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له ان يغتر بقراءته للقرآن ولابطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه وبحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج) أ.ه كتاب الشريعة ص (28). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى (35/12): (وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد في معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومن سيرة غيرهم) أ.ه. ثم اعلم رحمني الله وإياك ان الله تعالى قد قال في محكم كتابه {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ}. وإن من التعاون على البر والتقوى ان يكون كل واحد منا مواطنا أو مقيما ذكرا أو أنثى رجل أمن وعيناً ساهرة تتصيد أهل الشر والفساد ومن ثم تسليمهم إلى السلطة ليحكّم فيهم شرع الله تعالى وينفّذ فيهم الحق الذي عرفته هذه البلاد الطاهرة من قرون مديدة أعزها الله وحرسها من كيد الحاقدين. وأخيراً فإنني لأتساءل ماذا يريد هؤلاء الخبثاء الخائنون من وراء هذه المخططات الخبيثة. أيريدون ان تعود الجاهلية التي طهر الله منها هذه البلاد بفضله تعالى ثم بفضل الولاة المخلصين أم يريدون ان تسود الفوضى محل الأمن والأمان؟ نعم يريدون هذا بل وأعظم من هذا ولكن يأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الخائنون. اللهم احفظ بلاد الحرمين وجميع ديار المسلمين من كل سوء ومكروه آمين والحمدلله رب العالمين.