انخفضت مؤخراً القيمة الشرائية للثانوية العامة بشكل مريع بحيث أصبحت تنافس في ضعفها الليرة اللبنانية، فلم يعد الطالب اليوم قادراً على شراء مقعد في كلية الطب أو الهندسة بثانوية عامة من فئة 97%. في السابق كان يمكن الحصول على تلك المقاعد الجامعية البرّاقة بثانوية عامة من فئة 85%. أذكر أنه عندما انخفضت قيمة الليرة اللبنانية استخدمها البعض كورق جدران لتعطي منظراً جمالياً، وأخشى أن يحصل للثانوية العامة ما حصل لليرة اللبنانية. وتعود جذور هذه المشكلة جزئياً إلى تضخم درجات خريجي الثانوية العامة إلى الحد الذي لم تعد درجاتهم تعبّر عن حقيقة تعلّمهم، مما أوقع مسؤولي القبول بالجامعات في حرج شديد. ولقد ترتب على ذلك التضخم في الدرجات تعاظم الهدر المالي في الجامعات وذلك بسبب ارتفاع نسب رسوب الطلاب وتزايد نسب تسربهم و فصلهم. إنني بهذه المناسبة أتمنى على وزارة التربية ألا تسمح لأي طالب بالتخرّج من الثانوية العامة إلا بعد اجتيازه لاختبار مركزي نوعي (على مستوى إدارة التعليم) - Exit Exam - يغطى مهارات أساسية في مقررات محورية محدودة (أساسيات اللغة العربية والإنجليزي والعلوم والرياضيات فقط). إنني أتساءل بحرقة: هل تعليمنا العام مطمئن اليوم إلى جودة مخرجاته؟ بل هل يعرف أصلاً مستوى جودة مخرجاته؟