السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «عبدالله آل الشيخ» فماذا قال.. الكاتب الرياضي والحارس الدولي الشبابي - سابقاً - الأنيق (عبدالله آل الشيخ) يفتح قلبه ل(السلطة الرابعة): * كتبت مقالة بعنوان (الإعلام الرياضي سابقا وحاليا) انتقدت فيها الإعلام الرياضي الحالي وما يحدث من تجاوزات تخالف القيم الإعلامية وأخلاقيات المهنة برأيك كيف نوجد إعلاما راقيا من الطرح المتزن بكل مصداقية وموضوعية؟ - أولا ما دفعني في تناول مثل هذه المواضيع عبر(الجزيرة) هو تعدد ألوان الإساءة واستمرار الممارسات والتجاوزات الخطيرة من ثلة لا تدرك أبعاد ما تكتبه وتأثيره على ثقافة المجتمع بشكل عام بصورة خارجة عن الذوق العام ولا حتى يخدم واقعنا الرياضي البتة ومع ما تشهده ساحتنا الرياضية الإعلامية من غياب الدور التثقيفي والتوعوي ليس فقط بالإعلام بل معظم المناشط ذات العلاقة بمنظومتنا الرياضية أصبح من الأهمية بمكان أن تضطلع رعاية الشباب (الإعلام والنشر) والاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بمسؤولية حصر هذه الممارسات السلبية في أضيق نطاق والقضاء على تلك الترهات وإثراء المجال التثقيفي للإعلاميين وتوعيتهم مهنيا من خلال إقامة المحاضرات وتنظيم الندوات وإقامة ورش عمل تخص الإعلام الرياضي والاستعانة بكبار الإعلاميين أمثال الأستاذ تركي العبد الله السديري والأستاذ خالد المالك والدكتور هاشم عبده هاشم وغيرهم وأعتقد ان تفعيل هذا الجانب سيساعد في بناء ثقافة مهنية أفضل تخدم الحركة الرياضية. * في التحقيق الرياضي الذي نشرته (الجزيرة) مؤخرا (حول إلى أي مدى وصل الاحتراف السعودي) كنت ممن شاركوا في هذا الاستطلاع وذكرت ان الاحتراف السعودي يحتاج مزيدا من الوقت سؤالي هنا هل (18 عاما) غير كافية لمعرفة النظام ومكوناته وأسراره؟ - يا أخي العزيز تجربة المجتمع السعودي الرياضي مع الاحتراف تعتبر قصيرة في عمرها مقارنة بأعمار المجتمعات المتقدمة رياضيا التي خاضت هذه التجربة منذ عقود طويلة الوضع يحتاج إلى مزيد من الوقت حتى نصل بمنظومة العمل الرياضي إلى اعلى المستويات وإلى مزيد من الدراسة العلمية العميقة ومعالجة أوجه القصور فيما يخص اللوائح والأنظمة والبنود الاحترافية ومع مرور الوقت يصبح للرياضة السعودية انضباط احترافي على صعيد الأندية مع ضرورة تطبيق الاحتراف الشامل على الاداريين واللجان والحكام لترسيخ المفهوم الحقيقي للاحتراف الرياضي والنهوض بالقالب الاحترافي كما هو معمول في الدول الأخرى المتطورة كرويا. * عايشت فترة الاحتراف الأولى التي اقتصرت على اللاعبين الأجانب في حقبة التسعينيات الهجرية كحارس دولي بنادي الشباب كيف تقيم تلك المرحلة؟ - اعتبرها نقطة تحول في تاريخ الكرة السعودية فالاستعانة بنجوم كبار أمثال البرازيلي ريفا لينو ونجيب الإمام وطارق ذياب وبرونو وليرا وغيرهم من اللاعبين الأجانب شكلوا مرحلة مفصلية للكرة السعودية التي دلفت بوابة البطولات الدولية لأول وهلة في الثمانينيات الميلادية عندما صعدنا إلى اولمبياد لوس انجلوس ثم حصولنا على كأس الأمم الآسيوية 84م وأعتقد ان الاحتكاك الأجنبي ساهم في توسيع افق اللاعب السعودي وتطور فكره الرياضي واكتسابه المهارات المطلوبة. * هل بات المشهد الرياضي يتطلب إنشاء أكثر من أكاديمية رياضية؟ - المنهجية العلمية في منظومتنا الرياضية للأسف مغيبة رغم إننا نعيش في عصر الاحتراف والأمور في معظم الأندية واللجان تدار بالبركة الرياضة ليست ميدان فوز وخسارة فقط انما هي علم مستقل ويمكن القول: إننا لو تلمسنا الموضوع بدقة لوجدنا ان الإعلام الرياضي والاحتراف الرياضي والتحطيط والقانون الرياضي والاقتصاد الرياضي وعلم النفس الرياضي مرصودة في بطون الكتب وتدار في فلك الجامعات للفئات المتخصصة وأصبحت مطلبا ملحا لابد من وجود العلوم الرياضية والاكاديمية المتخصصة ومتى مابتعدنا عن المنهج العلمي فحتما سندخل دائرة العشوائية وبالتالي سنجد انفسنا في عداد التأخر رياضيا!! * أين عبد الله آل الشيخ من نادي الشباب الآن؟ - أنا حاليا مقيم في مدينة جدة لارتباطي الوظيفي في المراسم الملكية ومجيئي للعاصمة الرياض محدود لزيارة الوالد والأقارب ومسألة تواجدي الرياضي في الشباب أو غيره أعتقد انها صعبة يكفي السنوات العشر التي قضيتها مع شيخ الاندية ومع المنتخبات السنية والمنتخب الأول وعموما انا متابع للرياضة بشكل عام وأكتب واشارك في بعض التحقيقات الرياضية إذا طلب مني ذلك. * عبد الله آل الشيخ من أسرة رياضية معروفة اشقاؤك الثنائي عبد الرحمن وعبد اللطيف مارسا الكرة قبل 40 عاما وكذلك اخوك الاصغر طلال الذي اتجه للعمل الإداري بنادي الشباب كيف نجحتم في اقناع والدكم بالدخول لبوابة الرياضة خاصة في تلك الفترة الزمنية التي كان النظر فيها للرياضة غير مقنع كما هو الحال الآن؟ - بالنسبة لشقيقي الاكبر (عبد الرحمن)كان بالفعل من عشاق الكرة فقد اسس نادي نجمة الرياض أواخر السبعينيات الهجرية - قبل حله - ومثله أربعة أعوام وشقيقي الآخر (عبداللطيف) مثل النجمة مهاجما ولعب في صفوف منتخب الوسطى في منتصف الثمانينيات الهجرية ثم نادي الشباب بعد دمج النجمة مع الشباب عام 1388 اما أنا فقد لعبت لنادي الشباب ومثلته كحارس مرمى ونلت شرف تمثيل المنتخب الأول في الحقبة التسعينية اما أخي (طلال) ففضل الاتجاه للعمل الاداري لان لياقته لم تساعده في اللعب لنادي الشباب!! اعود للاجابة على صلب تساؤلك- والدي حفظه الله - كان حريصا على اداء الصلوات في أوقاتها اتذكر اشقائي عبد الرحمن وعبد اللطيف في بداياتهما الرياضية كانا يزاولان اللعب وقبل أذان المغرب يعودان للمنزل وكان الوالد اطال الله عمره يراقبهما وحين شاهد التزامهما بمواعيد الصلاة سمح لهما بممارسة الرياضة في بدايتهما وهم في سن الشباب وكذلك الحال معي ولكن في حدود. * التصق اسم (عبد الله آل الشيخ) بالعمل الإنساني الرياضي نشاهدك مع بعض اللاعبين القدامى تقومون بزيارة زملائكم اللاعبين المصابين في أحلك ظروفهم المادية االنفسية والاجتماعية.. حدثنا عن هذه البادرة الإنسانية؟ - اولا ديننا الحنيف يفرض علينا القيام بهذا السلوك الإنساني لأن هؤلاء اللاعبين المصابين قبل ان يكونوا رياضيين هم إخوة لنا تكالبت عليهم الظروف والصروف ووجدوا انفسهم في احضان المعاناة اتذكر قمت مع زملائي اللاعبين احمد عيد وناصر السيف وسلطان مناحي برفقة (الجزيرة) لزيارة لاعب الهلال سابقا سالم اسماعيل الذي اصيب بجلطة في الدماغ واصبح اسيرا على السرير الابيض كان في بيت متواضع ومستأجر وراتبه التقاعدي لايتجاوز 1800ريال) وجدت حالته يرثى لها صحيا وماديا ونفسيا واجتماعيا هؤلاء اللاعبون الذين خدموا الكرة السعودية قبل 40 عاما اليس من الضرورة ان تقف معهم المؤسسة الرياضية وتفعل الصندوق الرياضي كما هو الحال مع اليابانيين الذين كانوا بالفعل اوفياء مع نجومهم المعتزلين عندما انشأوا موسسة خيرية رياضية ترعى احوال اللاعبين المعتزلين وتعالج اوضاعهم المختلفة وتساعدهم ماديا ومهنيا وصحيا واجتماعيا أليس مجتمعنا الرياضي أحق من اليابانيين بهذا السلوك الإنساني؟!! * تربطك مع الأمير الرياضي خالد العبد الله رئيس أعضاء الشرف بالنادي الاهلي علاقة عائلية ورياضية وانتما من جيل التسعينيات الهجرية كلاعبين سابقين كيف ترى الخطوات التطويرية التي يقوده الرمز الاهلاوي الكبير لقلعة الكوؤس؟ - الأمير خالد العبد الله يقود النادي الكبير - الأهلي - وفق العمل المؤسسي ووفق منهج علمي مدروس وفكر منظم سيجني الاهلاويون ثماره قريبا فإنشاء الأكاديمية الرياضية بالنادي ثم مشروع الأمير عبد الله الفيصل الرياضي تؤكد بلا ريب الفكر الراقي الذي يقود به ناديه إلى مستقبل أكثر إشراقا ونجاحا ما يميز الرمز الاهلاوي انه رجل وفي ونقي ومخلص لا يحبذ الإعلام وبهرجته أو عشق التصوير والاضواء فقط يعمل بصمت وهدوء ويترك العمل يتحدث عنه اتمنى الاستفادة من افكار ورؤى ومنهجية (قلب الأهلي) العلمية التي تنبثق من تجارب وخبرة ميدانية اكسبته الكثير من النجاحات في ساحة التحدي * دعنا نعود إلى الماضي الجميل ونسألك عن قصة الخمسة الأهداف والخمسة آلاف والإيقاف الخماسي الشبابي بعد الحادثة الشهيرة في لقاء الهلال مع الشباب بالدوري عام 1392 - الله يسامحك ياسامي انت تنبش ابرز حدث رياضي في حياتي الكروية - أتذكر في لقاء جمع الشباب بشقيقه الهلال عام 1392 ضمن لقاءات الدوري حيث كان يتعيّن على الهلال الفوز بخمسة أهداف للمنافسة على الدوري وظهرت إشاعات من بعض اللاعبين والإداريين المنافسين إنني سأسهل المهمة مقابل مبلغ مالي قدره (5000 ريال) وطالبوا ابعادي عن المواجهة وحينما تصاعدت حدة الإشاعات أبعدت عن المباراة وحل زميلي الحارس البديل (أبو لبن) وسجل الهلال خمسة أهداف وانأ أتفرج في المدرجات وبعد المباراة الشهيرة نقلت (جريدة الرياض) الصورة الحقيقية للمسؤولين بحديث أجريته مع الزميل محمد الجحلان -رحمه الله- وكان رئيسا للقسم الرياضي آنذاك وكشف الأخ (محمد) كل التفاصيل عن الحادثة وبالتالي استدعاني الأمير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله - بعد ان قرأ الحديث وكشفت له كل التفاصيل والمتسبب في ذلك وتم إيقاف اللاعبين الخمسة الذين أشاعوا استلامي للمبلغ ورد اعتباري وهذا تأكيد على أمانة ونزاهة وسلوك الإعلامي النقي محمد الجحلان وبراعته رحمه الله على تصوير الاشياء كما يجب وتم تبرئتي من القضية تماماً. * في الماضي كنا نشاهد حراسا عمالقة وتحديدا في حقبة التسعينيات الهجرية بعكس واقعنا الحالي الذي يشهد انحسارا في بروز حراس على غرار نجوم الماضي ما الاسباب برأيك؟ - أتصور ان غياب الرياضة المدرسية ترك اثرا سلبيا في انحسار المواهب الشابة ليس على صعيد لعبة كرة القدم إنما في مختلف الألعاب ففي الماضي كانت الرياضة المدرسية تعيش وهجا عاليا وحضورا متواصلا ساهم في بروز الحراس وغيرهم من اللاعبين انظر إلى إخفاقنا في بكين لجميع ألعابنا المشاركة بسبب نتاج ضعف التأهيل والاهتمام بالرياضة المدرسية التي تعد نواة لبناء المواهب وتأهيلهم بشكل علمي سليم ولو اهتممنا بهذا النشاط المدرسي سنجد حراسا ومهاجمين ومدافعين على مستوى رفيع ولاسيما في ظل ثورة الاحتراف التي نعيشها وإيجاد الأكاديميات التي تلعب دورا كبيرا في تأهيل المواهب وإعدادهم علميا وتأكد إذا حضر العمل المؤسسي حتما سنجد أنفسنا في دائرة التطور والتقدم الرياضي. ماذا تقول لهؤلاء: * الشيخ عبد الرحمن بن سعيد: - شيخ الرياضيين أعتقد انه من الصعب ان يتكرر مثله إلا بعد 200 عام رجل خدم الرياضة 65 عاما ومازال فعلا يستحق هذا الرمز العملاق (جائزة نوبل) في الريادة الرياضية والعمل التأسيسي!! * محمد بن جمعة: - أبو حامد مدرسة ادارية جديرة بالتكريم الذي يتناسب مع دوره الريادي في خدمة الكيان الشبابي. * محمد العبدي: - اتصالك وإصرارك على التحاقي بمدرسة الكتاب في (جزيرة الابداع) محل تقدير وامتنان ويكفي السلوك الرفيع والتواضع والخلق والابتسامة التي منحتكم تذكرة الطيران إلى قلوب محبيك بالدرجة الأولى * خلف ملفي: - الخلوق جدا أبو احمد جاء من أقصى الطموح والإصرار فأحدث نقلة نوعية ووثبة غير عادية للصحيفة الدولية على مدى اربعة اعوام من المنافسة الشرسة ومع ترجله بدأنا ندرك ان للنجاح رجاله ورموزه. * محمد الجحلان: - الإنسان النقي الذي فقدته بعد سنوات من التواصل والعطاء والهرولة في مضمار المودة سيظل قامة إعلامية سامقة وعلما بارزا في بلاطة صاحبة الجلالة حتى بعد رحيله يرحمه الله * د. احمد عيد: - الحارس العملاق سابقا - اقرب الرياضيين إلى نفسي محبة ومودة جمع العلم الاكاديمي والمستوى الرفيع والخلق البديع فأصبح صديق الجميع في الافراح والاتراح هذا هو الإنسان (احمد) بقى كما عرفته لم تغيره طقوس المواقع أو عوامل الزمن فعلا بقي الكبير كبيرا بقيمه الأخلاقية وخصائصه السلوكية.